تحت عنوان "خلية الكويت وتعزيزات أوروبا.. العالم يتصدى لإرهاب حزب الله"، نشر موقع سكاي نيوز خبرًا، لفت فيه إلى أنه بالتزامن مع الإعلان عن ضبط خلية إرهابية تتبع لحزب الله اللبناني في الكويت- وفقا لصحيفتي القبس والرأي- ، حذرت عدة عدول أوروبية من الخطر الذي يمثله التنظيم بعد رصد عمليات إرهابية محتملة، ما دفعها إلى تجديد مطالب تصنيفه إرهابي بجناحيه السياسي والعسكري لدى الاتحاد الأوروبي.
وأمرت النيابة العامة في الكويت، الخميس، بحبس 18 متهما في قضية تمويل حزب الله اللبناني، وقالت في بيان إنهم متهمون في "ثلاث تهم أمن دولة، وهي الانضمام إلى حزب محظور، غسل الأموال، والتخابر".
وفي السياق، أوردت دراسة حديثة صادرة عن المراكز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، تزايد مخاوف دول أوروبا مؤخراً من تهديدات حزب الله من الداخل، في أعقاب تورطه في الأنشطة المشبوهة وأنشطة التمويل الغير مشروعة وغسيل الأموال ذات الصلة في أوروبا، على وجه الخصوص.
إرهاب محتمل في أوروبا
ووفق التقديرات يشكل حزب الله تهديدًا خطيرًا لأوروبا بالتزامن مع تزايد مطالبات بعض دول أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة بحظر الحزب بالكامل أي بجناحيه السياسي والعسكري، حيث ترى دول كالنمسا وهولندا أن التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري سياسة خاطئة.
ويقول جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن الإدانات في العديد من الدول الأوروبية تشير إلى تورط حزب الله باستخدام الأراضي الأوروبية لتخزين بعض إمداداته المشبوهة أو غير الشرعية كالتخزين الغير القانوني لأطنان من نترات الأمونيوم.
ويوضح في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حزب الله يستغل القارة الأوروبية كقاعدة للعمليات والتجنيد، وقواعد حزب الله في أوروبا هي أيضًا جزء مركزي من شبكة التمويل العالمية غير المشروعة وهذا يشمل نقل وتوزيع المخدرات غير المشروعة، وتجارة الأسلحة، وعملية غسيل الأموال المهنية التي تشمل غسيل الأموال لمنظمات.
ويشير محمد إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرج الجناح العسكري لحزب الله على قوائم الإرهاب بالفعل، لكن هناك تحركات حثيثة في الوقت الحالي لإدراجه على قوائم الإرهاب بجناحيه العسكري والسياسي.
ووفق محمد، تعد فرنسا المعارض الأبرز للتوصية الخاصة بإدراج الحزب بجناحيه على قوائم الإرهاب، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يصنف حاليًا "الجناح العسكري" لحزب الله على أنه جماعة إرهابية وليس الجناح السياسي.
وقال: "صحيح أن حزب الله هو في الوقت نفسه أحد أكبر الأحزاب في البرلمان اللبناني، لكن الفصل بين جناحي الحزب السياسي والعسكري، مهمة صعبة وربما غير صائبة، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يضع مصلحة الشعب اللبناني أولا".
لماذا تأخر القرار الأوروبي؟
وحول أسباب التحركات التي يصفها مراقبون بأنها "متأخرة"، تقول الدراسة إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انقسمت على نفسها لفترة طويلة وكان لديها قلق من أن تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية بشكل واضح وصريح قد يدفع به إلى الاعتداء على المصالح الأوروبية أو إلى استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان.
وفي يوليو الماضي، وجه مشرعون أميركيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ، دعوة للاتحاد الأوروبي للعمل على إصدار قرار بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية بالكامل، كانت بمثابة تحريك المياه الراكدة.
وفي الأثناء، كشف تقرير لموقع “ساوث فرونت” بعنوان ” ما هي قدرات حزب الله العسكرية؟” تحت عنوان: “حزب الله: الإمكانيات والدور في الشرق الأوسط”. أن عدد مقاتلي الحزب، يبلغ نحو (65) ألف مقاتل، ويشمل العدد الاحتياطيين منهم، ويشمل أيضا (21) ألف مقاتل محترف يتدربون بشكل دائم، ويقاتل (8)آلاف منهم في سوريا في الوقت الحالي.
ويمتلك حزب الله، وفق التقرير، ترسانة هائلة من الصواريخ، يقدر عددها ما بين (50) ألفا و(120) ألف قطعة.
ومنتصف مايو الماضي، حظرت النمسا، نشاط حزب الله اللبناني واعتبرته منظمة إرهابية، بجناحيه السياسي والعسكري، متجاوزة في ذلك سياسة الاتحاد الأوروبي لحظر التي تكتفي بحظر الذراع العسكري فقط.
وفي يناير عام 2020، صنفت وزارة الخزانة البريطانية حزب الله بجميع أجنحته جماعة إرهابية كما قررت تجميد أرصدتها، ولم تقف بريطانيا وحدها في خط المواجهة مع شبكات حزب الله في أوروبا، حيث اتخذت الداخلية الألمانية قرارا في أبريل الماضي، بحظر الحزب بجناحيه العسكري والسياسي.
لكن هولندا تعد أول دولة أوروبية تحظر حزب الله، ففي عام 2004، أعلنت أمستردام حظر أنشطة حزب الله بالكامل على أراضيها، لتصبح أول دولة أوروبية تتخذ هذه القرار.
سكاي نيوز