تؤكد دائما أنها ضد مسألة أن الفن لابد أن يحتوي على رسالة، وأن الفكرة لابد أن تكون نابعة من شخصية الممثل، والفن هدفه الأساسي الترفيه والتسلية وعرض للقصص الحياتية.. وخلال الفترة الماضية كان هناك العديد من الأعمال والنشاط الفني المكثف للنجمة صبا مبارك لتحكي العديد من الحكايات الأخرى ولتتقمص شخصيات مختلفة وتقدمها لجمهور عريض على المستوى العربي، إلى جانب تحقيقها نجاحات متتالية منها "عنبر6" و"بنات عبدالرحمن" الذي توقعت له النجاح ولكنها لم تتوقع كل هذا التفاعل من الجمهور خاصة مع عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بل وحصوله على جائزة.. وفي الوقت نفسه ما شهده فيلمها الأخير "أميرة" من هجوم غير عادي، واستعدادها لفيلم "عرنوس" ومسلسل "ليلة السقوط" وغيرها من التفاصيل التي تحدثت عنها في حوار خاص مع موقع "العربية.نت".
كيف وجدت النجاح الذي حققه مسلسل "عنبر6" عند عرضه مؤخرا؟
سعدت جدا به خاصة أن المسلسل مستوحى من أحداث حقيقية لقصة ثلاث نساء مميزات يواجهن تحديات العالم الخفي وراء جدران أحد السجون، حيث بعض السجينات ظالمات والبعض الآخر منهن مظلومات، إلا أنهن ضحية قسوة المجتمع والظروف التي تعرضن لها.. فعدد الأعمال التي تناولت ما يحدث داخل سجن النساء قليل جدا، فبداخله عالم من الحكايات والأسرار التي نحاول من خلال المسلسل أن نكشفها في ظل معاناة شديدة لنزيلات هذا السجن، وقسوة معاناتهن مع ظروف المجتمع، من خلال العديد من القصص الإنسانية التي ترويها السجينات.
المسلسل يعرض في 12 حلقة مليئة بالإثارة والأحداث والتشويق، بواقع حلقتين تطرحان للعرض كل يوم خميس عبر منصة رقمية، معالجة درامية لهاني سرحان ودعاء عبد الوهاب، ومن تأليف سمر طاهر، إيرين يوسف، هند عبدالله، مي سعيد، ويتولى إخراجه علي العلي.. وسعدت بتواجد اسمي مع مجموعة من نجمات العالم العربي.
حدثينا عن كواليس العمل
عندما عرض علي المسلسل وجدته مختلفا عن الأعمال التي قدمتها من قبل، لأنه مستوحى من أحداث حقيقية عن قصص تدور داخل عالم السجون وهزت الرأي العام عربيا، كما أن العمل يتكون من مجموعة مواسم والموسم الأول منه 12 حلقة، ورغم ذلك حضرنا له على مدار 6 شهور قبل بداية التصوير، خاصة أنه يعتبر من أحد أضخم الأعمال الدرامية العربية.
وتم التصوير بالكامل في لبنان، حيث تم بناء ديكورات خاصة للسجون على مساحات واسعة لإثراء الواقعية، وهو ما قام به منتج العمل جمال سنان لتوفير كافة الأمور من أجل أن يظهر العمل بصورة متقنة كما ظهر على الشاشة في حلقاته الأولى.
حققت نجاحاً غير عادي مع عرض فيلم "بنات عبدالرحمن" في مهرجان القاهرة السينمائي؟
لأكون صريحة توقعت نجاح الفيلم بالفعل، ولكن لم أتوقع كل هذا التفاعل من الجمهور، فقد تجاوب مع الفيلم بشكل كبير وهو ما لمسته من خلال تصفيق الحاضرين مع كل مشهد من هتاف وصراخ بالثناء وآهات الجمهور تخرج من قلوبهم فرحا، وهذا ما أسعدني بشدة، فعندما تقرر إنتاج هذا الفيلم كنت أراهن على الجمهور، وكان التحدي الأكبر لي شخصيا أن يحب الجمهور الفيلم، وأمنيتي أن أصنع فيلما تجاريا وفي الوقت نفسه فنياً بالدرجة الأولى.
فيلم أميرة
كان هذا التحدي الخاص بي كصبا إنتاجياً ،وطموحي أن أصنع فيلماً تجارياً وفنياً محترماً، أما الدرجة الثانية فهي حصد الجوائز، ولكن لا أنكر سعادتي بحصول الفيلم على جائزة يوسف شريف رزق الله بتصويت الجمهور بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
أنتجت من قبل أعمالاً تلفزيونية، ولكن "بنات عبدالرحمن" الأول بالنسبة لك سينمائيا؟ ألم تشعري بالخوف من التجربة؟
بالفعل أنتجت من قبل عملين وهما "عبور" و"طوق الأسفلت" ولكن سيناريو فيلم "بنات عبدالرحمن" جذبني بشكل غير عادي عندما عرضه علي زيد أبو حمدان مؤلف ومخرج الفيلم ليحصل على دعم لصناعه، وقررت بعد قراءته أن أكون أنا المنتج، وأيضا عندما عرضته علي المنتجة شاهيناز العقاد لم يأخذ الكثير من الوقت للموافقة على المشروع، فهو يقدم تحديًا جديدًا بالنسبة لي. اتفقنا على أننا نصنع ترفيهاً محترماً، ونؤمن بالشيء الذي بداخلنا، وأهم شيء ألا نخالف مبادئنا ويكون فناً محترماً.
وما الذي حمسك للفيلم لتقومي بتمثيله وأيضاً المشاركة في إنتاجه؟
الفيلم يعبر عن قضايا نسائية تتعرض لها الفتيات في الوطن العربي مع ضغوط مجتمعية قد تسبب أن يقسو الأهل على بناتهم من أجل الحفاظ على صورتهن أمام المجتمع، حيث يدور الفيلم حول 4 أخوات لكل منهن حياة مختلفة عن الأخرى، لكنهن يشتركن في معاناتهن من التدخل المجتمعي في تفاصيل حياتهن بما يجعل أباهن يضغط عليهن لإرضاء المجتمع.
وعندما عرض علي زيد شخصيات الفيلم "زينب وسماح وآمال وختام"، تعلقت أكثر بشخصية آمال رغم روعة شخصية سماح بأنها مودرن فنياً وفيها تفاصيل المعاناة وتتسم بالجمال ومرغوب فيها طوال الوقت، ولذلك عندما أعجبت بالفيلم صار طفلي وصغيري.
كيف كان تحضيرك للشخصية، حيث كان شكلك مختلفاً تماما؟
بالفعل كنت حريصة على أن يزيد وزني بشكل كبير ليتناسب مع شخصية آمال، حيث زاد وزني 15 كيلوغراما تقريبا للوصول إلى شكل الشخصية المطلوب، وكان من الصعب الاستعانة بمصمم خدع لتوفير مكياج وخدع لزيادة وزني بسبب ميزانية الفيلم، فكان من الأسهل أن أزيد من وزني.. فالشخصية ترتدي النقاب منذ سنوات ووزنها زائد جدا وكبيرة بالسن أيضا، ورغم أنني واجهت صعوبة في النزول بوزني مرة أخرى، لكن التحدي في هذا الفيلم كان يستحق، فهذا العمل كان بمثابة مغامرة كبيرة لي، فيجب أن يكون لدي المرونة الكافية للظهور بأشكال مختلفة ولو كانت صادمة لأن الناس لا ترانا فيها بكثرة.
ولكنك ظهرت بشكل مختلف عن أدوار السيدة الجميلة؟
أنا في البداية والنهاية ممثلة، فلا أقدم أدوار السيدة الجميلة ذات الكعب العالي فقط، فهذه هي مهنتنا وتحدياتها، فأنا شخصية أصاب بالملل سريعًا، فإذا لم أجد ما أقدمه جديدًا سأعتزل الفن تمامًا، وبالتالي أبحث عما هو جديد بشكل مستمر، والجرأة هي سر النجاح وتقديم شيء مختلف، والأهم من أن أظهر بشكل جميل أن أقدم عملاً مهماً يجعلني فخورة به، ويجعل الناس واثقين وفخورين بنا، فهذا الفيلم به تحديات كبيرة، خاصة أنه غير تجاري ويرتبط أكثر بالمهرجانات وجذب السينمائيين، لكنه فى الوقت نفسه يعبر عن المجتمع ويقدم قضية تهم جميع الناس ويمكن أن يحقق نجاحا جماهيريا كبيرا.
فيلم "أميرة" واجه العديد من الهجوم، لماذا؟
منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر 2021 في "مهرجان فينيسيا" تم عرضه في العالم العربي وشاهده الآلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي، كان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني وينتقد الاحتلال بوضوح. دولة فلسطين هي جزء مني، فأنا أمي فلسطينية، والقضية الفلسطينية هي أهم القضايا التي تبنيتها فنيًا، ولذلك أعلن فريق الفيلم أنه سيتم وقف أي عروض للفيلم، وطالبنا بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته، فنحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه في فيلم "أميرة"، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية.
وماذا عن الجديد لديك؟
انتهيت من تصوير مسلسل "ليلة السقوط" مع المخرج السوري ناجي طعمي، وبطولة طارق لطفي، وأحمد صيام من مصر، وباسم ياخور وكندا حنا من سوريا، إلى جانب كوكبة من نجوم الدراما العراقية، وتأليف الكاتب المصري مجدي صابر، ويتناول المسلسل ممارسات الجماعات الإرهابية، وتدور أحداثه في إطار سياسي اجتماعي، وأقدم من خلاله دور شخصية "جوانا"، وهي طبيبة تعاني الظلم.
كما أنتظر حاليًا عرض فيلم "السرب"، وأجسد من خلاله شخصية محورية في الأحداث، وهي امرأة ليبية ستكشف أحداث الفيلم تفاصيل دورها عند طرحه، سيكون الفيلم مفاجأة للجمهور، ويتناول الفيلم الضربة الجوية التي نفذها الجيش في ليبيا ضد "داعش". الفيلم من تأليف عمر عبد الحليم وإخراج أحمد نادر جلال، بطولة كل من أحمد السقا، ودياب، وكريم فهمي، وآسر ياسين، وشريف منير ومحمود عبد المغني، ومجموعة كبيرة من الفنانين الذين يظهرون كضيوف شرف.
العربية