بعث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، يحثّه فيها على إدانة ما وصفه بـ"هجمات واسعة النطاق" شنّتها جماعة حزب الله اللبنانية على إسرائيل مؤخراً، داعياً بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
في الوقت نفسه، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على العودة للالتزام بتطبيق القرار رقم 1701 بشكل كامل، وبالعودة فوراً إلى وقف الأعمال القتالية لاستعادة الاستقرار.
أيضا شدّدت بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على ضرورة إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701، والذي "أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم" حسبما ورد في بيان صحفي للبعثة.
يأتي ذلك بعد يومٍ وصفه مراقبون بأنه الأكثر دموية في لبنان منذ تشرين الأول/ أكتوبر، حيث قُتل ما لا يقل عن 490 شخصاً بينهم عشرات النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 1600 آخرين.
ومع ذلك، فإن عودة الحديث عن القرار 1701 إلى الواجهة ليست وليدة اليوم، وإنما هي قائمة منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فما هو هذا القرار؟
ما هو القرار 1701، وما هي أهميته؟
في آب/ أغسطس من عام 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الدّاعي إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان والتي استمرت 34 يوماً حينها.
القرار الأممي طالب جماعة حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماتها ضد إسرائيل، كما طالب الأخيرة بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية، وبسحب كل قواتها من جنوب لبنان.
كما دعا القرار 1701 الحكومة اللبنانية إلى نشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل).
القرار، دعا كذلك إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
كما دعا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.
وهناك من يعتبر أن القرار 1701، قد أسهم في إيجاد استقرار نسبي في لبنان على مدى 17 عاماً، امتدت منذ نهاية الحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان في 2006، وحتى اندلاع حرب غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وبخلاف الوضع في حرب غزة، فإن الإطار العملي لوقف إطلاق النار في حرب لبنان موجود بالفعل في القرار1701، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.
وأشارت الإيكونوميست إلى أن القرار الأممي 1701 يقضي بسحب جماعة حزب الله قواتها إلى شمال نهر الليطاني على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، لكن الأمين العام للحزب حسن نصرالله يرفض أن يفعل ذلك قبل أن تنسحب إسرائيل من قطاع غزة، وتنهي حربها هناك.