بعدما شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على ثقته في قدرة الحكومة السورية على الخروج منتصرة مثل المرات السابقة من الأزمة في الشمال، يبقى السؤال عن استطاعة الجيش السوري الذي أتعبته أصلا حرب من 14 عاماً.
فقد عاد الوزير الإيراني وكرر دعم بلاده للحكومة السورية في وجه الفصائل المسلحة، مؤكداً لدى وصوله أنقرة اليوم الاثنين، أن الجيش السوري قادر على مواجهتهم، في مشهد يذكر إلى حد كبير بكلامه عن حزب الله أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان الشهرين الماضيين.
عن هذا علّق الكاتب الصحافي السوري عبدالحميد توفيق، مشددا على أن الحالة هُنا مختلفة تماما.
ورأى في مداخلة مع "الحدث" اليوم الاثنين، أن الوقائع والمعطيات والاشتباكات الدولية على الأراضي السورية مختلفة تماما عما كان في لبنان، إذ كانت الحرب بين حزب الله وإسرائيل والجغرافية محدودة.
كما لفت إلى أن هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً"، قد رسمت خطا منحياً مع الفصائل المتحالفة معها من أقصى الشمال السوري نزولا إلى إدلب ثم الشمال الشرقي لحماة، مؤكداً أنها جميعها معطيات جديدة.
وأضاف أن ما حدث في تل رفعت خلال الساعات الماضية، حينما وسّعت الفصائل نطاق سيطرتها في ريف حلب مسيطرة على المدينة الاستراتيجية التي كانت خاضعة للوحدات الكردية، ما هو إلا مخطط تركي لتكون المحطة التالية "منبج".
كذلك رأى أن الدور الإيراني كداعم مباشر للجيش السوري في حال قررت طهران ذلك، سيكون مختلفا عن السابق بسبب اختلاف الظروف، مشددا على أن الأمر ستفرضه الجغرافيا حصراً.
وأشار إلى أن اختلاف الآفاق سيرسمها الميدان وساحات القتال، لافتا إلى أن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بازكشيان ورغم حلته الإصلاحية الجديدة، إلا أنه لن يكون خارج إطار الفلسفة الإيرانية التاريخية بالعلاقة مع سوريا.
يأتي هذا بينما عاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وأكد لدى وصوله أنقرة اليوم الاثنين، أن الجيش السوري قادر على مواجهتهم.
وقال عراقجي للصحفيين الإيرانيين لدى وصوله إلى أنقرة بعد زيارته دمشق أمس ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، إن "المسلحين ارتكبوا خطأ في حساباتهم"، في إشارة إلى الهجوم المباغت الذي شنوه على حلب.
كما أضاف أن "بلاده ومجموعات المقاومة تدعم سوريا في مواجهة الإرهابيين"، مشيراً في الوقت عينه إلى أن لدى طهران هواجس مشتركة مع تركيا. وأعرب عن أمله في التوصل إلى تفاهم في اتجاه الاستقرار الإقليمي.
تأتي تلك الزيارة في وقت حساس، لاسيما بعد ترجيح مراقبين ومحللين أن تكون أنقرة قد غضت الطرف على هجوم الفصائل المسلحة ومن ضمنها مجموعات تدعمها على حلب، سواء من أجل الضغط على دمشق في مسألة التعاون بينهما وتطبيع العلاقات فضلا عن إعادة اللاجئين السوريين، أو لقضم بعض النفوذ الإيراني.
على الرغم من أن مسؤولين أتراك كانوا أعربوا عن قلقهم من التصعيد، داعين إلى التهدئة.
وكانت القوات السورية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلا للفصائل المسلحة منذ صيف 2012.
إلا أن "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة تمكنت منذ الأربعاء الماضي، من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة مع انسحاب وحدات الجيش السوري منها.
بينما ارتفعت حصيلة هذا الهجوم الخاطف إلى 412 قتيلا على الأقل بينهم 61 مدنيا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد.