تصدر اسم رجل الأعمال السوري، محمد حمشو وأفراد من عائلته، القائمة الأولية للعقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على دمشق، بموجب "قانون قيصر"، وهو ما أثار تساؤلات عن دور ومكانة حمشو، الذي وضع اسم عائلته إلى جانب اسم الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء، كأبرز المشمولين بالعقوبات التي ستتسع قائمتها تباعا.
وطالت العقوبات الاميركية حمشو وأسرته مثل زوجته رانيا الدباس، وأولاده أحمد وعمر وعلي وسمية، ولا ينتمي حمشو إلى العائلات البرجوازية أو الاقطاعية السورية التقليدية، التي يملك أفرادها ثروات انتقلت عن طريق الإرث العائلي، بل استطاع البالغ من العمر (54 عاما) أن يراكم ثرورة طائلة في فترة قصيرة نسبيا".
وسطع نجمه الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، وارتفع رصيده مع بدء الاحتجاجات التي عمت البلاد العام 2011، كونه وقف إلى جانب النظام السوري، كأحد أبرز ممولي الحكومة السورية، وهو ما جعله أحد "تجار الحروب".
من هو حمشو؟
بدأ حمشو عمله في قطاع الاتصالات والحواسيب منتصف تسعينيات القرن الماضي بالتعاون مع صديق دراسته، مضر حويجة، ابن قائد القوى الجوية آنذاك، اللواء ابراهيم حويجة، حيث أصبح مدير أعمال لمضر، إذ يعرف السوريون أن حالة مماثلة كهذه ستفتح لحمشو "الخزائن المقفلة". وعرف بـ "صفقات مشبوهة وفساد"، أبرزها تعود إلى مرحلة مبكرة من نشاطه الاقتصادي، هو قيامه بتوريد أجهزة اتصالات وحواسيب إلى إدارة القوى الجوية (المخابرات الجوية)، بدعم من والد صديقه حويجة، كما رست عليه العديد من المناقصات في الجهات العامة، مستفيدا من ذلك الدعم، ما أدى إلى جمعه ثروة لا بأس بها.
ورغم اعتراضه على العقوبات ورفعها المؤقت عام 2014، إلا أنه عاد إلى لائحة العقوبات الأوروبية عام 2015، لتُجمّد أمواله ويُمنع مجددا من دخول دول الاتحاد.
لم يتوقف طموح حمشو عند هذا الحد، بل تمكن من الوصول إلى ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، ليحصل على امتيازات لا تحصى، حتى قيل إنه يمثل الواجهة المالية لماهر، وصار اسمه موزعا بين قطاعات اقتصادية عدة كالعقارات، والاتصالات، والفنون، والتجارة، والإعلام وغيرها من المجالات التي أسس في إطارها العديد من الشركات.
ومع بروز اسمه، وتم تكليفه بالقيام بالعديد من النشاطات، منها عقود البترول العراقي بعيداً عن قرار الأمم المتحدة "النفط مقابل الغذاء"، فقد كان ينقل البترول من العراق إلى سوريا لتباع في السوق السوداء.
واتهمت واشنطن حمشو بتمويل الحرب السورية، إذ قالت: "خلال الاضطرابات حدد حمشو مصيره مع مصير بشار الأسد وماهر الأسد وغيرهم من المسؤولين عن أعمال العنف والترهيب التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري".
ورأت واشنطن أن حمشو هو أحد كبار رجال الأعمال السوريين، الذين لديهم مصالح في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد السوري تقريباً"، مشيرة إلى أنه "كسب ثروته من خلال علاقاته مع أشخاص في النظام السوري.
وأشارت وثائق إلى أن "حمشو ورامي مخلوف ابن خال الأسد وآخرين، كانوا من أهم رجال الأعمال الذين مولوا السلطة باعتبارهم مسيطرين على جزء كبير من الاقتصاد السوري.
ولعب حمشو دورا مهما في صفقات أقيمت بين الحكومة السورية وجيش الإسلام الذي كان ينشط في الغوطة، بقيادة زهران علوش الذي قتل في غارة روسية، حيث دعم حمشو ميليشيات مسلحة تقاتل، واستغل بعضا منها لتحقيق مكاسب شخصية.