أظهرت دراسة حديثة، أنّ بعض المهن قد تلعب دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
وفي التفاصيل، جمع فريق البحث بيانات من نظام الإحصاء الحيوي الوطني الأميركي عن أكثر من 8.9 مليون شخص توفوا بين عامي 2020 و2022. وأظهرت البيانات أن حوالي 348328 من هذه الوفيات نُسبت إلى مرض ألزهايمر.
ودرس الباحثون معدلات الإصابة بالمرض بين 443 مهنة مختلفة، بما في ذلك سائقي الحافلات والطيارين وقباطنة السفن والمعلمين، مع أخذ عدة عوامل في الاعتبار مثل العمر والجنس والعرق ومستوى التعليم.
ووجدوا أن 3.88% من المشاركين في الدراسة توفوا بسبب مرض ألزهايمر. وقتل المرض نحو 2.7% من قادة السفن و4.5% من الطيارين و1% من سائقي سيارات الأجرة، و0.7% من سائقي سيارات الإسعاف.
وأظهرت نتائج الدراسة أن سائقي سيارات الأجرة وسائقي سيارات الإسعاف أقل عرضة للوفاة بسبب مرض ألزهايمر مقارنة بمهن أخرى.
ووجد الباحثون أن هذه المهن، التي تتطلب تخطيطا ذهنيا مستمرا للمسارات والطرق، تؤثر بشكل إيجابي على صحة الدماغ. وأكدوا أن هذا التأثير لا يظهر في المهن التي لا تتطلب التنقل عبر الخرائط، مثل الطيارين أو قادة السفن.
وأرجع فريق البحث هذه الفروق إلى أهمية التمرين الذهني، حيث يعتقد أن الحصين، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والملاحة، يتطور بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعملون في هذه المهن. فالحصين يعد أيضا المسؤول عن الإحساس بالاتجاهات والقدرة على التنقل المكاني، وهو ما قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
وفي المقابل، أظهرت رسوم بيانية أن بعض الوظائف شهدت نسبة وفاة تصل إلى 8% بسبب ألزهايمر، في حين كانت نسبة الرؤساء التنفيذيين الذين توفوا بسبب المرض حوالي 4%.
بدوره، قال الدكتور أنوبام جينا، معد الدراسة والطبيب في مستشفى ماساتشوستس العام: "تشير نتائجنا إلى أهمية النظر في كيفية تأثير المهن على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وما إذا كانت الأنشطة المعرفية في بعض الوظائف قد توفر حماية محتملة ضد المرض".