كالعادة تقف قطر موقف الواقف إلى جانب الحق بمطالبتها برفع العقوبات عن سوريا والتي كان سببها النظام السوري الجائر، والذي ارتكب جرائم كبيرة ووحشية بحق الشعب الذي آن له الوقت الآن لبناء دولته من جديد وبناء مرحلة انتقالية تعيد له هيبته كدولة عربية مسلمة عانت لأكثر من ستين عاما من حزب البعث المتمثل في عائلة الأسد المجرمة التي حكمت البلاد بالعصا والنار حتى قامت ثورة الشعب التي دعت في أولها لتنفيذ إصلاحات كبيرة في قطاع وخدمات الدولة قبل أن تتحول لمطالبات بإسقاط نظام بشار الأسد ليستنفر هذا الأخير غضبا وينسف الشعب ببراميله المتفجرة وسمومه الكيماوية ويقضي على حياة مئات الآلاف ودفنهم بالقبور الجماعية أو بالتعذيب في سجونه الممتدة تحت الأرض بصورة مرعبة ويلحق به كبار المجرمين من أصحاب العقول الإجرامية التي أُعطيت الحرية في التصرف بحياة الشعب وحريتهم مما أدى لخروج مثل سجون صيدنايا التي كشف عن هول المعاناة التي عاشها المعتقلون الذين خرج معظمهم منها مغيبين في العقل ولم يعرفوا في أي سنة نحن وإن كان الوقت ليلا أو نهارا حتى خرج منهم من يقول إن (صدام حسين) الرئيس العراقي الراحل هو من جاء ليحررهم من حبسهم الطويل هذا الذين فقدوا فيه بوصلة الحياة وأقل حق من حقوقهم المغيبة عنهم منذ عقود طويلة قضوها تحت الأرض وتحت بشاعة الإجرام للسجانين الذين كانوا يهملون إطعامهم وعلاجهم حتى دخل الناس لسجون ليروا هياكل عظمية متكدسة في سجون منعزلة والسبب في ذلك هو بشار الأسد المجرم الذي قضى على البلاد والعباد معا لأجل كرسي تركه دون أن يخبر أعوانه وإخوته وأقرباءه وفر كالجرذ المذعور إلى بلد حليفه بوتين الذي ضمه لحمايته تحت غطاء اللجوء الإنساني الذي لا أعرف كيف تُعطى لهذا صفة الإنسانية وهو متجرد منها بالكامل.
اليوم قطر تقول للعالم أفرجوا عن السوريين بتحريرهم من العقوبات الدولية التي لاحقتهم لعشرات السنين دون ذنب منهم، وإنما بفعل هذا النظام الفاشي الذي غادرهم ولن يعود لهم أبدا بإذن الله وإن قطر نفسها لن تتوقف عن مساعدة سوريا شعبا وحكومة وسوف تبدأ أولا بتشغيل مطار دمشق الذي توقفت رحلة فنية للخطوط القطرية فيه للوقوف من خلال الفريق الفني من (القطرية) على الاحتياجات التقنية في مطار دمشق لإعادته لمسار التحليق والهبوط بصورة سلسة بعد حقبة طويلة عانى فيها من الإهمال والدمار الذي لحقه جراء الاعتداء الصاروخي الإسرائيلي الذي استهدفه في الأيام الماضية وإن الاستثمار القطري السوري في الطاقة يبدو مؤجلا اليوم لحين انتقال سوريا لمرحلة جديدة تستقر فيها حكوميا وشعبيا وإن قطر تعمل على ضمان أن لا يكون هناك أي عائق في المستقبل ليس فقط فيما يخص المساعدات الإنسانية العاجلة ولكن في إطار الدعم الاقتصادي للأشقاء في سوريا وقد تم خلال زيارة الوفد القطري الوقوف على أهم هذه الاحتياجات وقطر لم ولن تبخل في أي يوم عن تقديم كل الدعم الواجب للأشقاء في سوريا خصوصا وإن حجم المساعدات القطرية لسوريا ضمن الجسر الجوي المستمر وصل إلى 144 طناً من المساعدات الطبية والغذائية ومستلزمات الايواء وأن الجسر الجوي مستمر ما دامت هناك حاجة إلى ذلك على أمل أن تدخل قريبا المساعدات من خلال المطارات السورية التي تعمل الدوحة بكل قدرتها على إعادة تشغيلها مساهمة منها في إدخال سوريا للدائرة العربية والدولية وهو أمر يُحسب لقطر التي وقفت منذ اليوم الأول للثورة الشعبية المطالبة بإصلاحات وتغييرات بجانبها متمنية في كل مرة السلامة لهذا الشعب الذي يعاني بصورة مستمرة وآن له أن يلتقط أنفاسه باستراحة، ندعو الله أن تستمر طويلا لبناء دولته التي سوف تعود قريبا بفضل الله ثم بجهد أبنائها ومساندة أشقائها حولها بحول الله وقوته
الشرق القطرية