لغة المستقبل

بحلول عام 2025، قد يؤدى الذكاء الاصطناعي إلى القضاء على 85 مليون وظيفة نتيجة للتحول في تقسيم العمل بين البشر والآلات، ولكنه قد يخلق 97 مليون وظيفة جديدة فتظهر وظائف جديدة أكثر تخصصاً في مجالات مختلفة مثل أخصائي أتمتة العمليات، ومحللي أمن المعلومات، ومتخصصي إنترنت الأشياء كجزء من الأدوار أو الوظائف التى تشهد زيادة ملحوظة في الطلب، ما قد يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 12 مليون وظيفة.

فيُعد الذكاء الاصطناعي من أهم نواتج الثورة التكنولوجية، وقد انتبه العالم لذلك، حيث شهد تمويل الذكاء الاصطناعي العالمي انتعاشاً في الربع الثاني من عام 2024، وارتفعت قيمة التمويل إلى 24.9 مليار دولار لما له من تأثير بطبيعة الحال على اقتصاد الدول في مجالات الصناعة وسياسات العمل والتوظيف والقطاع المالي والمصرفي، وفى المجالات الأمنية والطبية وغيرها، وذلك لأثره في رفع مُعدلات النمو الاقتصادي ودفع عجلة التنمية نحو التقدم، فهو يختصر الكثير من الوقت لإنجازه الأعمال بشكل أسرع وأفضل وأدق، فباستخدام الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لا الحصر في مجال التمويل فإنه يساعد على تحسين أداء الاستثمار وإدارة المخاطر، من خلال التنبؤ بالأسعار والتغيرات في السوق.

كما يُستخدم أيضاً في التحليل النفسي للمُستثمرين بهدف فهم العوامل المؤثرة في قراراتهم، بالإضافة إلى تحليل البيانات والسوق، وتوفير التوصيات للعملاء والمستخدمين، وأيضاً تطوير الروبوتات والأتمتة الذكية لتحسين الإنتاجية والكفاءة، ما يعني تحقيق مُعدلات عالية من التنمية.

ولكن تظل التكنولوجيا خادماً مفيداً وسيداً خطيراً، فبالرغم من الفوائد الهائلة التي قد تجنيها البشرية من الذكاء الاصطناعي ولكن لا يسعنا إلا أن نذكر أنه في ظل الصراعات العسكرية فإنه يُستخدم في تحليل البيانات، وتطوير نظم الاستشعار والروبوتات العسكرية، وتحسين التخطيط الاستراتيجي واتخاذ قرارات سريعة ودقيقة. وأيضاً تحليل المعلومات الاستخباراتية والتنبؤ بالتهديدات، وكذلك في تطوير أنظمة الأمن والدفاع.

فالتصور لسيناريوهات الحرب المستقبلية أن سرباً من الطائرات بدون طيار يمكنها أن تشن هجوماً متقدماً على دفاعات العدو لقدرتها على اختراق المجال الجوي دون المخاطرة بحياة الطيارين، ولأنها الأصغر والأرخص التى يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي فتعد المستقبل القادم عسكرياً، فهي أصبحت قادرة على حمل قنبلة نووية، فهي "ذات قدرة مزدوجة"، يمكنها حمل أسلحة تقليدية ونووية بحيث يتم إدخال بيانات الأداء الواقعية في جهاز المحاكاة، ويقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجتها لاستيعاب الدروس المستفادة بكفاءة عالية.

بشكل عام "بدأت الآلات في التغلب على البشر، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يسجل الذكاء الاصطناعي معدل قتل بنسبة 100% ضد الطيارين المقاتلين، لذا وجب في ظل تلاحق التطور السريع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي أن يتم تطوير إطار تنظيمي دولي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب بشكل مسئول وأخلاقي يضمن احترام حقوق الإنسان وضرورة لتعزيز الشفافية والمساءلة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، من خلال إجراء تقارير دورية.

الوطن

يقرأون الآن