لبنان

تسونامي شعبي «عابر للطوائف» يدعم خطاب القسم

تسونامي شعبي «عابر للطوائف» يدعم خطاب القسم

«تسونامي شعبي» عابر للطوائف والمذاهب والاحزاب عبّر عن فرحه وارتياحه ودعمه لانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية وخطاب القسم، وواكب التسونامي العربي والدولي في وصوله الى قصر بعبدا، ومنذ الاستقلال لم يحظ رئيس للجمهورية في مثل هذا الدعم والتاييد الشامل داخليا، والذي اكد عليه الرئيس ميشال عون خلال زيارته الى بعبدا لتهئنة الرئيس الجديد بعد جفاء طويل، كما ان الظروف الموضوعية الايجابية لم تتوافر لاي رئيس اخر منذ الاستقلال بعد الحكم الجديد في سوريا والتطورات الداخلية بعد العدوان الاسرائيلي على الجنوب، وكلها عوامل تصب في مصلحة قيام الدولة، لكن الدعم الشعبي لم يخفف القلق من ضياع الفرصة وعناوين خطاب القسم في زواريب السياسات الداخلية والمافيات والحصص والتعينات والخلافات والحرتقات.

«الحمل كبير» على الرئيس جوزيف عون، في بلد يحتاج الى كل شيء، والى انقلاب شامل في التعاطي والذهنية والنظر الى مشروع قيام الدولة، والمطلوب عدم إغداق الوعود الكبيرة وايهام الناس بحل كل المشاكل دفعة واحدة وبكبسة زر، كي لا ترتد سلبا عند أول منعطف خلافي، ولا يجوز «تخفيض» حجم الملفات التي تطوق لبنان خارجيا وداخليا في ظل ما يجري في سوريا وعدم وضوح الصورة «وخير الحاكمين الجدد من شرهم» والتقارير الاخيرة عن انتشار المسلحين على الحدود الشرقية من جهة سوريا مزودين باسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى الاطماع الاسرائيلية واحلام نتنياهو بالشرق الاوسط الجديد وحدوده وشكله وعلاقاته وقوانينه.

ويراهن المواكبون لوصول العماد جوزاف عون الى بعبدا على الدعم الخارجي والقرارات الدولية لدفع اسرائيل للانسحاب من لبنان اواخر الشهر، واعطاء اكبر «جرعة» دعم لانطلاقة العهد الجديد، وعندها يمكن الرهان على مرحلة جديدة، والانظار ستبقى شاخصة باتجاه الجنوب، ونقلت مجلة اكسيوس عن مسؤول اميركي، بان الاسرائيليين سيتلقون قريبا رسالة من كل انحاء العالم تؤكد عدم امكانية بقائهم في لبنان بعد انتخاب الرئيس عون والدعم الدولي والغربي له وكذلك السعودي، لكن المواكبين للمرحلة الحالية لا « يقللون «من حجم الاطماع الاسرائيلية في لبنان والتوجه لاقامة جيب حدودي يمتد من حاصبيا الى الجولان ودرعا والسويداء وصولا الى مناطق الغاز في حمص وحماة وتدمر، هذا المشروع طرحه الاسرائيليون على فاعليات سورية واغدقوا وعودا سخية وضمانات وحمايات اذا تم القبول به، واول الذين حذروا من هذا النهج وليد جنبلاط، و رفض تحويل الدروز الى «حرس حدود» لاسرائيل.

المنطقة على فوهة بركان حقيقي، وهذا يتطلب الدقة والحكمة في التعامل مع الملفات الحساسة وتحديدا في موضوع سلاح المقاومة، وحسب المواكبين لوصول العماد جوزاف عون، فان خطاب القسم كان من الممكن تضمينه فقرة او إشارة وفاء للمقاومين الذين واجهوا العدو الاسرائيلي وقدموا أرواحهم دفاعا عن الجنوب ولبنان.

تواصل سعودي مع حزب الله

وحسب المتابعين لوصول العماد عون، فان المشكلة تكمن في اصرار بعض الداخل على وصف المرحلة، بانها تشكل البداية لافول عهد الشيعة في لبنان، وسها عن بال هؤلاء ان الرئيس نبيه بري اثبت انه «بيضة القبان» في وصول الجلسة الرئاسية الى خواتيمها السعيدة وانتخاب الرئيس عون، ونجح في تبريد الرؤوس الحامية وحاول حتى اللحظة الاخيرة اقناع جبران باسيل بالتصويت لعون في الجلسة الثانية وانتخابه باجماع شامل يحصن عهد العماد عون، لكنه لم ينجح.

وحسب المتابعين لالية انتخاب الرئيس جوزيف عون، فان الصورة بدت واضحة لجهة فرض المجتمع الدولي على كل القوى السياسية الداخلية اسم الرئيس عون بشكل لم تشهده الحياة السياسية من قبل، بينما فاوض المجتمع الدولي الثنائي الشيعي على الاسم والقبول بالتوافق وتحديدا لودريان ويزيد بن فرحان، واجتمع الموفد الفرنسي اكثر من مرة بالنائب محمد رعد، ونقل علي حسن خليل اكثر من رسالة طمانة وود للنائب محمد رعد من يزيد بن فرحان، تتعلق بالاعمار والمساهمة السعودية في الملف وتشكيل صندوق دولي للاعمار بمشاركة ايران، بالاضافة الى بنود اخرى، وتوجت اللقاءات باجتماع بين الرئيس عون والثنائي الشيعي على مدى ساعتين، تخلله تواصل هاتفي بين الرئيسين عون وبري، أفضى الى النتائج الجيدة و فتح صفحة جديدة للتعاون، وتابع لودريان وبن فرحان كل تفاصيل اللقاء، وحسب المتابعين، فان الثنائي الشيعي سيقدم للرئيس عون كل التسهيلات والدعم في مجال بناء الدولة مقابل البدء بعملية الاعمار وهذا هو الشرط الاساسي للثنائي الشيعي للتعاون مع العهد الجديد، ولا مساومة على هذا الملف، ونالا الضمانات بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ومحمد بن سلمان وتاكيدهما على ضرورة استيعاب الشيعة في المرحلة الجديدة.

معركة رئاسة الحكومة

وفي المعلومات، ان الرئيس عون يعرف كل ما يعتري الدولة ويملك التصورات للحلول، وتنطلق عجلة العمل الاثنين مع الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وفي المعلومات، ان التكليف سيتم مساء الاثنين على ان تبدأ الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة الثلاثاء في ظل اصرار على التأليف بشكل سريع وخلال ايام، وكشفت المعلومات، عن اجتماع للمعارضة اليوم في معراب، والاتجاه الى تسمية فؤاد مخزومي او اشرف ريفي، كما ان العديد من النواب التغيريين يرفضون تسمية ميقاتي وكذلك نواب التيار الوطني الحر، فيما يتجه الثنائي الشيعي واللقاء الديموقراطي والنواب السنة وتكتل الاعتدال الوطني الى تسمية الرئيس ميقاتي، فمعركة رئاسة الحكومة فتحت، والصورة ستحسم الأحد رغم التسريبات عن ميل سعودي لعودة ميقاتي.

وفي المعلومات ايضا، ان الاتصالات الدولية والعربية تطرقت الى موضوع التعينات في قيادة الجيش وحاكم مصرف لبنان، والكلمة الأولى في الاختيار لرئيس الجمهورية، وفي المعلومات، ان الرياض ستعيد اعادة اعمار وترميم المؤسسات السنية الصحية والتعليمية والاجتماعية وتحديدا المقاصد ومستشفى البربير وستنفذ مشاريعا انمائية في طرابلس والبقاع.

وفي المعلومات المتداولة، ان حكومة العهد الأولى ستكون متوازنة وتضم الجميع بما فيهم حزب الله، والبيان الوزاري سيرضي كل القوى، لكن الوزارات الأساسية التي تتعلق بالمال والطاقة والاتصالات والدفاع والخارجية والعدل ستكون بصمات رئيس الجمهورية واضحة عليها، بغض النظر عن طائفة الوزراء وما اذا كان وزير المال شيعيا، لكن بأسماء جديدة وخبرات وكفاءات غير ملوثة بالفساد، مع اتجاه لاستحداث وزارة التصميم والقيام بنفضة إدارية شاملة، وتطوير القوانين، وتفعيل مجلس الخدمة المدنية والمؤسسات الرقابية واعتماد مبدأ الكفاءة، وعلم ان الإنجاز الاول للعهد سيكون باجراء الانتخابات البلدية في ايار وتشكيل لجنة لاقرار قانون للانتخابات على قياس الوطن ويؤسس لحياة سياسية جديدة في لبنان.

الخروقات الاسرائيلية

واصلت اسرائيل خروقاتها «بالجملة والمفرق» لوقف اطلاق النار قبل 20 يوما من انتهاء مهلة الـ 60يوما لانسحابها من لبنان، واستهدفت مسيرة اسرائيلية «فان» وسيارة في طيردبا في جنوب لبنان، مما ادى الى استشهاد 7 مواطنين، 4 في الفان و3 في السيارة وعدد من الجرحى، كما قام الدفاع المدني بانتشال جثث 5 شهداء في الخيام، وتعرضت عيتا الشعب لقصف مدفعي قبل ان تنفذ قوات الاحتلال تفجيرات وعمليات تمشيط داخل أحياء البلدة، كما قام العدو بسلسلة تفجيرات في كفركلا، كما تسللت الدبابات الاسرائيلية الى داخل بلدة الطيبة، وتم رصد تحركات لاليات الاحتلال بين تلة المحامص ومستعمرة المطلة المحاذية لها عند مثلث الخيام الوزاني، كما قامت القوات الإسرائيلية بتفجيرات لعدد من المنازل في أطراف يارون لناحية بنت جبيل.

بالمقابل، دخلت قوة من الجيش اللبناني بلدة عيترون للمرة الأولى بعد وقف اطلاق النار وعملت على فتح الطريق الرئيسي، فيما تأجل اعادة تمركز الجيش اللبناني في نقطتي الصالحاني ومثلث القوزح بعدما توجهت قوة الى راميا وعيتا الشعب ووجدت المثلث مقفلا بسواتر ترابية يتعذر إزالتها.

من جهته، اكد الرئيس جوزاف عون امام الرئيس القبرصي على «اصرار لبنان على انسحاب العدو الاسرائيلي بالكامل من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني على الحدود» كما بحث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ايضا، في مسألة الخروقات الاسرائيلية في جنوب لبنان وضرورة وقفها ووضع حد لها، ورد البيت الابيض على المطلب اللبناني بالاعلان عن جهود اميركية تبذل عبر القنوات الدبلوماسية من اجل تمديد وقف اطلاق النار شهرين اضافيين حتى 29 آذار، علما ان مهلة الـ 60 يوما لتنفيذ الاتفاق تنتهي في 29 كانون الثاني، فيما دعا مصدر فرنسي الاسرائيليين الى الانسحاب من الجنوب، وليس هناك من مبررات للبقاء في جنوب لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

وقال ميقاتي بعد زيارته بعبدا «اننا امام مرحلة جديدة تتطلب خطوات جادة لسحب السلاح من جنوب الليطاني» كما وضع ميقاتي الرئيس عون في تفاصيل زيارته الى سوريا مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اليوم للقاء احمد الشرع والبحث في الملفات الطويلة والمتشعبة العالقة بين البلدين بحسب "الديار".

يقرأون الآن