اعتبر عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "الثنائي الشيعي نفذ الوعود التي أطلقها على مدى الفترة الماضية واختار رئيسا توافقيا وسهل الاستحقاق الرئاسي"، واشار الى أن "الفارق بين الدورتين الأولى والثانية في الانتخابات الرئاسية يعكس هذا الموقف، ويعكس أيضا أن ثمة إمكانية للثنائي كانت بمتناول يده وهي أن يعطل الاستحقاق الرئاسي، إلا أنه لم يقم بذلك، بل على العكس تقدم إلى الأمام ومنح أصواته للعماد جوزاف عون على قاعدة بلوغ هذا التوافق الوطني الذي يحتاجه البلد في هذه المرحلة وعلى قاعدة أننا نأمل ونتطلع في أن تنجح الرئاسة والسلطة المقبلة في مواجهة التحديات والملفات الكبرى التي يحتاجها البلد".
وقال في الاحتفال التكريمي الذي أحياه "حزب الله" في بلدة الغندورية الجنوبية: "من هذه التحديات، حماية وقف إطلاق النار ووضع حد للأعمال العدائية التي يمعن بها الجيش الإسرائيلي ورعاية عملية إعادة الإعمار وإطلاق المسار الذي يحتاجه اللبنانيون بقوة، وإطلاق مسار بناء الدولة وانتظام مؤسساتها وعودة الاستقرار السياسي ومسار التعافي الاقتصادي في البلد، وهذه العناوين الأساسية إنما هي مرتبطة بإعادة الاستقرار المنشود للحياة السياسية ولعلاقة المكونات اللبنانية ببعضها".
ونبه فياض إلى "حقيقة ثابتة يجب أن تبقى حاضرة في ذهن الجميع، وألّا تغيب عن بال أحد من المكونات والقيادات الأساسية والقوى، وهي أن إسرائيل عدو وليست مجرد معتد أو محتل، وستبقى عدوا، وهذه الحقيقة إنما نص عليها ميثاق الطائف. وإسرائيل هي نقيض الكيان اللبناني على مستوى الهوية والتركيبة والمصالح والغايات والأهداف، وأن هذا الأمر ليس موقفا سياسيا عابرا يتبدل بين مرحلة وأخرى، بل حقيقة ثابتة وردت في اتفاق الطائف وحقيقة ميثاقية يقوم عليها تفاهم اللبنانيين في ما بينهم".
وحذر فياض من أن "البعض يتعاطى في مواقفه وأدبياته في هذه المرحلة بمنطق انقلابي وإقصائي واستفزازي، ويؤسس هذا الموقف بناء على نتائج الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان، ويعتقد أنه بالاستناد إلى مواقفه هذه، إنما يريد أن يقصي طرفا وأن يؤسس لمرحلة جديدة تقوم على توازنات مختلفة"، مشددا على أن "هذه المواقف والرهانات إنما هي شديدة الخطورة وتتناقض مع ثوابت الواقع السياسي والاجتماعي اللبناني".
وشدد على أن "لبنان يقوم على توازنات ميثاقية دقيقة بين مكوناته تفرض الشراكة والتفاهم وتؤكد أولوية التلاحم الوطني وخصوصا في هذه المرحلة، ومن يراهن على هذه الرهانات إنما يستند إلى حسابات سطحية وتافهة وعابرة لن يكون لها نصيب من الواقع".
اضاف: "عندما نتحدث عن أهمية التلاحم والتوافق الوطني في هذه المرحلة، ونقارب ملفي الرئاسة وتشكيل الحكومة بهذه الروحية، إنما نقوم بذلك بكل صدق وإدراك لطبيعة المرحلة التي تحتاج إلى تآزر الجهود اللبنانية كافة في ما بينها"، ولفت إلى أن "الذين يفكرون بعقلية انقلابية وإقصائية ويطلقون لغات وخطابات استفزازية، إنما يلعبون لعبة خطيرة تتناقض مع موجبات الاستقرار ومع إطلاق مسار إعادة بناء الدولة وإصلاحها وانتظام الحياة السياسية في هذا البلد".