كشف "قيصر" الذي التقط آلاف الصور لجثث شوّهها التعذيب في مراكز الاعتقال والسجون في سوريا، عن هويته ووجهه للمرة الأولى، وذلك في مقابلة تلفزيونية تأتي بعد شهرين من إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقال رجل ذو لحية خفيفة غزاها الشيب، وهو يرتدي بزة رسمية وقميصا أبيض "أنا المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، المعروف بقيصر، ابن سوريا الحرة، أنا من مدينة درعا مهد الثورة السورية". وأضاف "كان عملي في مدينة دمشق... قيادة الشرطة العسكرية، وكنت أسكن في مدينة التل في ريف دمشق".
وأشار إلى أنه بعيد اندلاع النزاع السوري في عام 2011، باتت مهمته "تصوير جثث ضحايا الاعتقال، لشيوخ ونساء وأطفال، تم اعتقالهم على الحواجز العسكرية والأمنية في مدينة دمشق، ومن ساحات التظاهر التي كانت تنادي بالحرية والكرامة".
وتابع "يتم اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم بطرق دموية ممنهجة ونقل جثثهم إلى المشارح العسكرية من أجل تصويرها ونقلها إلى مقابر جماعية".
والعسكري السابق انشق في العام 2014 وبحوزته 55 ألف صورة توثّق وحشية الممارسات في السجون السورية إبان فترة قمع الاحتجاجات التي اندلعت في 2011.
وأوضح المذهان أنه كان قد قرر أن ينشق "عن هذا النظام المجرم. كان قرارا مصيريا... إما أن أكون مع هذا النظام القاتل المجرم وأصبح شريكا بالقتل، وإما أن أنشق عنه وأتبرأ من أفعاله الإجرامية وأتحمل تبعية قراري بالانشقاق، وهو المطاردة والملاحقة والتهديد بالقتل".
وأوضح أنه أرجأ خطوته ليتمكن من "تجميع أكبر عدد من الصور التي توثق وتدين أجهزة النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المعتقلين".
وأوضح المذهان أنه قام بتسريب الصور عبر بطاقة ذاكرة "فلاش ميموري" عبر الحواجز الأمنية، يضعها أحيانا في جواربه أو ربطة الخبز، ويعبر فيها التفتيش عبر حواجز للقوات الحكومية أو فصائل المعارضة التي كانت تسيطر على المنطقة حيث يقيم.
وأكد المذهان الذي يقيم حاليا في فرنسا، وغلبه التأثر خلال فترات المقابلة التي امتدت 50 دقيقة، أنه فر بداية إلى الأردن ومنه إلى قطر.
وفي العام 2020، دخل قانون العقوبات الأميركي المعروف باسم "قيصر"، والمسمّى بناء على ما كشفه المذهان، حيز التنفيذ ليفرض سلسلة إجراءات اقتصادية ضد السلطات السورية.
ودعا "قيصر" إلى رفع هذه العقوبات بعد سقوط الأسد. وقال "نناشد ونطالب الحكومة الأميركية برفع عقوبات قيصر لأن سبب العقوبات قد زال بزوال نظام الأسد المجرم. اليوم الشعب السوري والحكومة السورية بأمسّ الحاجة للدعم الدولي والإقليمي لبناء دولتنا الحرة المزدهرة المنفتحة على العالم".