فى الوقت الذى أعلنت فيه حركة حماس استعدادها لتسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، جدد نيتانياهو موقفه الرافض لتولى السلطة الفلسطينية، أو حركة حماس مسئولية قطاع غزة فى أى خطة مقبلة.
كانت مصادر خاصة فى حركة حماس قد أعلنت استعدادها لتسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية وإلى لجنة حكومية لإدارة قطاع غزة، وذلك فى رسالة منها إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
نيتانياهو فى المقابل، أصدر بيانا قال فيه: "كما تعهدت، فى اليوم التالى للحرب فى غزة لن تكون هناك حماس أو سلطة فلسطينية".
هذا الموقف المتعنت يكشف بوضوح الفكر الإرهابى لرئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو، فهو يرفض حماس، ويرفض السلطة الفلسطينية معا، كما قال قبل ذلك أرفض "حماسستان" أو "فتحستان" حيث يضع جميع الفلسطينيين فى سلة واحدة ويرفض التعاون معهم.
نيتانياهو لايريد سلاما، ولاتفاوضا، ولا دولة فلسطينية، وبالتالى يقدم المبررات الواهية لاستمرار الحرب والقتال والخراب والدمار فى المنطقة.
كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات منذ عدة أيام، ومع ذلك يماطل نيتانياهو فيها، لأنها تتضمن إطلاق سراح باقى الأسرى والمحتجزين، إلا أنه لايريد الدخول فيها بجدية، لأنها تعنى إنهاء الحرب فى نهايتها، وبدء المرحلة الثالثة المتضمنة إعادة إعمار غزة.
هو لايريد إنهاء الحرب حتى لو ضحى بباقى الأسرى، لأنه يستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وإعادة احتلاله، ونشر المستوطنات فيه، وذلك هو الهدف الحقيقى للحرب على غزة.
المشكلة باتت أكثر تعقيدا الآن، بعد دخول ترامب على الخط، وتصريحاته المثيرة للقلق بشأن مستقبل غزة، ورغبته فى تهجير سكانها بدعوى إعادة تعميرها.
التقط نيتانياهو خطة ترامب لتكون بمثابة تنفيذ لمخططه بإعادة احتلال غزة من جديد، وضمها إلى إسرائيل إلى الأبد بدعوى إعادة تعميرها.
عموما الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد المزيد من الخطوات التى يمكن أن تصب فى خانة التصعيد أو التهدئة، وإن كنت أعتقد أن التصعيد هو الأقرب ــ للأسف الشديد ــ فى ظل موقف عربى مأزوم ومتراجع.
الأهرام