دولي

للدفع بـ"أميركا أولاً".. دي فانس يشعل فتيل المواجهة مع زيلينسكي

للدفع بـ


بإشعاله فتيل المواجهة الكلامية الحادة غير المسبوقة في البيت الأبيض، مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، أظهر نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس مرة أخرى تصميمه على الدفع برؤيته "أميركا أولاً".

وكان يتوقع أن يسود التوتر اجتماع المكتب البيضوي بين دونالد ترامب وزيلينسكي بسبب وجهات النظر المتعارضة، والانتقادات، لكنه بدأ بودية نسبية، إذ بحثا خططاً لاتفاق حول المعادن.

وبعد أكثر من نصف ساعة من بدء وسائل الإعلام تسجيل اللقاء، تحدث فانس، وحث على اللجوء إلى الدبلوماسية بدلاً من الحرب، ما دفع زيلينسكي إلى شرح كيف انتهكت روسيا الصفقات السابقة. وبهدوء، من الأريكة المقابلة لزيلينسكي، قال فانس، إن الرئيس الأوكراني «غير لائق»، وإنه كان ينبغي له أن يأتي إلى البيت الأبيض ليشكر ترامب.

وسرعان ما رفع ترامب الذي لا يقبل أبداً التشكيك بسلطته، صوته في وجه زيلينسكي، وحذره من أنه يجب عليه قبول صفقة مع روسيا، أو ستتخلى واشنطن عنه. ولاحقاً، أعرب زيلينسكي في مقابلة عبر محطة فوكس نيوز عن أمله في إنهاء الخلاف.لكنه أوضح رأيه بشأن دور فانس. وأضاف: «مع كل الاحترام الواجب لنائب الرئيس، لديه مقابلاته الخاصة».

نجم صاعد

وتباهى فانس سابقاً عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ، أنه غير معني بما حدث لأوكرانيا. وبعدما اختاره ترامب نائباً له، قال زيلينسكي لمجلة «نيويوركر»، إن فانس «راديكالي للغاية». وكان الصدام مع زيلينسكي محاولة جديدة جريئة من فانس لدفع السياسة الخارجية الأمريكية بعيداً جداً عن المسرح الدولي.

وظهر فانس (40 عاماً)، وهو أحد أصغر نواب الرئيس في التاريخ الأمريكي، ونصف عمر ترامب تقريباً، للمرة الأولى على الساحة الدولية بخطاب ألقاه في فبراير/ شباط الماضي، حث فيه ألمانيا على كسر المحرمات في التعامل مع اليمين المتطرف، الذي التقى زعيمته.

وألقى فانس خطاباً في مؤتمر ميونيخ للأمن أذهل فيه الحضور، داعياً إلى فرض قيود على الهجرة وقال عن ترامب: «لدينا شرطي جديد في المدينة».

وعشية الاجتماع مع زيلينسكي، وفي لقاء أكثر ودية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اشتكى فانس من «انتهاكات حرية التعبير» من المملكة المتحدة حليف الولايات المتحدة الأساسي، مكرراً الانتقادات التي وجهها في ميونيخ بشأن القيود المفروضة على التضليل الإعلامي، والضوابط المفروضة في مجال الكتنولوجيا.

ورد ستارمر بأدب، أن بريطانيا لديها تاريخ «تفتخر به» بحرية التعبير. ومع حظر الدستور على ترامب السعي لولاية أخرى، يبدو فانس المرشح الأوفر حظاً لخلافته على ما أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجري قبل أسبوع. وحقق فانس الذي ولد في عائلة متواضعة الحال، والمتخرج في كلية الحقوق بجامعة يال، شهرة واسعة في بلاده بفضل كتاب عن نضالات الأمريكيين البيض من الطبقة العاملة، قبل أن يتوجه إلى سيليكون فالي.

وقال آرون مانيس، الخبير في كلية السياسات العامة بجامعة ميريلاند إن نواب الرئيس الأكثر فعالية يدركون أنه لا ينبغي لهم التعبير علناً عن أي خلافات مع الرئيس.

وأكد أن فانس «ربما يتبع هذا النهج. إضافة إلى ذلك، يحب ترامب الولاء، لذلك يبذل فانس قصارى جهده في هذا الصدد».

وتولى فانس سريعاً دوراً مختلفاً للغاية عن نائب ترامب في ولايته الأولى، مايك بنس، وهو محافظ لطيف الطباع، كان يلزم الصمت كلما تحدث ترامب.

كذلك، أظهر بنس ولاءه لترامب حتى 6 يناير/كانون الثاني 2021، عندما رفض نائب الرئيس آنذاك إلغاء نتائج هزيمتهم في الانتخابات، ما دفع ترامب إلى توبيخه، وتهديد مثيري الشغب المؤيدين لترامب بقتله.

ورأى المشرعون على جانبي الطيف السياسي، أن فانس هو مفتاح المواجهة مع زيلينسكي. وقال السيناتور مارك كيلي الذي التقى زيلينسكي إلى جانب زملائه الديمقراطيين في وقت سابق الجمعة، لمحطة إم إس إن بي سي إن الولايات المتحدة «لا تكسب شيئاً بالتصرف مثل المتنمرين».

وأضاف: «بدا لي أن جاي دي فانس كان يهدف إلى القول: انظر ما أنا قادر عليه يا أبي».

يقرأون الآن