دولي

الأمم المتحدة تسعى لخفض الإنفاق وسط أزمة نقدية

الأمم المتحدة تسعى لخفض الإنفاق وسط أزمة نقدية

أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء، إلى أن الأمم المتحدة تبحث عن طرق لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف مع مرور 80 سنة على تأسيسها هذا العام وسط أزمة نقدية، لكنه لم يشبه ذلك بالجهود الأميركية التي يبذلها الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك.

وقال غوتيريش، عندما سُئل عما إذا كان يُنشئ نسخة للأمم المتحدة من إدارة الكفاءة الحكومية في عهد ترامب، والتي يقودها ماسك الذي أجرى تخفيضات كبيرة في القوى العاملة الاتحادية الأميركية، "لا علاقة لنا بهذا النوع من المبادرات".

وأردف للصحافيين عند إعلانه عن إنشاء فريق عمل ‘الأمم المتحدة 80‘ قائلا: "نتحدث عن عمليات ومنهجيات وأهداف مختلفة تماما. هذا استمرار وتكثيف للعمل الذي كنا نقوم به دائما".

وأقر مسؤولان من الأمم المتحدة، تحدثا شريطة عدم كشف هويتيهما، بأن عودة ترامب إلى منصبه في كانون الثاني/ يناير زادت من ضرورة بذل الجهود لتحسين الكفاءة والطموح إلى ذلك.

وصرح ترامب في شباط/ فبراير بأن الأمم المتحدة "تتمتع بإمكانات هائلة... وسنواصل المضي معها جنبا إلى جنب، لكن عليهم أن يعملوا معا". وردت الأمم المتحدة على ذلك في حينها وأكدت أن غوتيريش يعمل بلا كلل لتنفيذ الإصلاحات.

وقال غوتيريش للصحافيين اليوم الأربعاء عند الإعلان عن مبادرته ‘الأمم المتحدة 80‘ إن هدفه "هو التحرك في أسرع وقت ممكن في المجالات التي لديه فيها سلطة، ودعوة الدول الأعضاء إلى النظر في العديد من القرارات التي تقع على عاتقها" مسؤولية اتخاذها.

وأضاف: "هذا يتجاوز الجانب الفني بكثير. ميزانيات الأمم المتحدة ليست مجرد أرقام في كشف حساب، بل هي مسألة حياة أو موت لملايين البشر حول العالم. علينا ضمان تحقيق أفضل قيمة مقابل المال مع تعزيز القيم المشتركة".

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه الأمم المتحدة، التي تأسست في تشرين الأول/ أكتوبر 1945، أزمة سيولة للعام السابع على التوالي على الأقل.

وأوضح جوتيريش أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 193، لا تدفع اشتراكاتها الإلزامية بالكامل أو في موعدها.

وتبلغ الميزانية العادية للأمم المتحدة لعام 2025 نحو 3.7 مليار دولار لتغطية أمور مثل العمل السياسي والإنساني ونزع السلاح والشؤون الاقتصادية والاجتماعية والاتصالات.

والمساهمات طوعية في معظم وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

ووفقا للتقييمات التي وافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن أكبر مساهمين في الميزانية العادية هما الولايات المتحدة والصين. إذ تدفع واشنطن أكبر نسبة وهي 22 في المئة، وارتفعت مساهمة بكين خمسة في المئة هذا العام لتصل إلى 20 في المئة.

ومع ذلك، تدفع الصين الآن مستحقاتها في نهاية العام، بعد ستة أشهر مما كانت عليه من قبل. والولايات المتحدة يتأخر عليها استحقاقات قدرها 1.5 مليار دولار. وكانت آخر مرة دفعت فيها واشنطن 275 مليون دولار في تشرين الثاني/ نوفمبر، في عهد سلف ترامب، جو بايدن.

وقال أحد مسؤولي الأمم المتحدة إن هناك "الكثير من عدم اليقين" بشأن الميزانية هذا العام. وأضاف أن الصين أكدت للأمم المتحدة أنها ستدفع بالكامل هذا العام، لكن لم يتضح متى، بينما لم تكن واشنطن في وضع يسمح لها بعد بإبلاغ الأمم المتحدة بالمبلغ الذي ستساهم به.

وقال المسؤول: "قررنا بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس أن نكون حذرين للغاية من الناحية المالية".

ولم تدفع إلا 75 من الدول الأعضاء، أي ما يزيد قليلا عن الثلث، اشتراكاتها المقررة في الميزانية العادية بالكامل حتى السابع من مارس آذار.

وخّفضت الأمم المتحدة في ظل الأزمة المالية الإنفاق المقرر بنسبة تصل إلى 20 في المئة وجمدت التعيينات.


يقرأون الآن