سلّط الكاتب الإسرائيلي ران أدليست الضوء على سيناريوهات التعامل الأميركي والإسرائيلي المشترك مع الملف النووي الإيراني، في ظل سياسة "أقصى الضغوط" التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد طهران.
وكتب أدليست، في صحيفة "معاريف"، أن القضية النووية الإيرانية تشكل جزءًا من معادلة معقدة تتداخل فيها التهديدات العسكرية والمناورات الدبلوماسية والتسريبات الإعلامية. ورأى أنه رغم التصعيد في الخطاب السياسي، فإن الخيارات العسكرية تبقى محدودة بسبب قيود الدعم الأميركي والخشية من تداعيات واسعة لأي هجوم محتمل.
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل تواجه ضغوطًا دولية متزايدة للشفافية بشأن قدراتها النووية، ما يضعها أمام تحديات إضافية في أي تصعيد محتمل مع طهران.
وفي ما يتعلق بإمكانية شن هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، نقل أدليست عن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، خلال مؤتمر أمني، ترجيحه أن تلجأ تل أبيب إلى تنفيذ ضربة عسكرية خلال العام الحالي، لكنه شدد على أن أي هجوم مماثل يتطلب دعمًا أميركيًا، خصوصًا في ما يتعلق بالقنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القادرة على حملها، وهو ما ترفضه إدارة ترامب، كما رفضته إدارة بايدن سابقًا.
وتطرق الكاتب إلى الحرب الإعلامية التي تشنها "إسرائيل"، مشيرًا إلى تسريبات نشرتها "وول ستريت جورنال" أفادت بأن تل أبيب تدرس تنفيذ هجوم ضد منشآت نووية إيرانية، وسط تضييق ما وصفته بـ"نافذة الفرصة" أمام أي تحرك عسكري. واعتبر أن هذه التسريبات تهدف إلى الضغط على إيران للقبول باتفاق نووي جديد بشروط أكثر تشددًا من اتفاق عام 2015، بدلًا من الاستمرار في تطوير برنامجها النووي.
ورأى أدليست أن ترامب يفضّل المسارات الدبلوماسية ويدعو إلى المفاوضات بدلًا من التصعيد العسكري، في حين يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التهديدات المستمرة لإظهار نفسه كحامٍ لـ"إسرائيل"، لكنه يتجنب خطوات تصعيدية فعلية بسبب القيود العسكرية والسياسية.
وحذّر الكاتب من أن تؤدي التوترات المتزايدة إلى قرارات غير محسوبة، لا سيما إذا شعر أي طرف بخطر وجودي، مشيرًا إلى أن نتنياهو يصوّر المواجهة مع إيران على أنها "حرب من أجل الوجود"، ما قد يزيد احتمالات اتخاذ خطوات غير متوقعة في المرحلة المقبلة.