اعتبر السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الاربعاء، ان الفصائل المسلحة في العراق أصبحت حالياً بحكم "منزوعة السلاح" بعد التهديدات الاميركية المباشرة والواضحة.
وقال حيدر، انه "منذ ان كشفت واشنطن عن حقيقة الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية مع السوداني وما حمل من إملاءات واضحة بخصوص طلب الولايات المتحدة من العراق فك ارتباطه فوراً بالجارة ايران فيما يتعلق بملف الغاز والطاقة الكهربائية، لم يعد مكتب رئيس مجلس الوزراء يملك الجرأة على التلاعب ببياناته الاعلامية بعد كل اتصال هاتفي بين بغداد وواشنطن، او تجميل فحوى المكالمات أو نشر ما يعتقد ان الراي العام العراقي يجب ان يسمعه ويقرأه حتى إذا كان يجانب الحقيقة".
واضاف ان "مكتب السوداني يعرف جيداً ان واشنطن متربصة لكشف حقائق الاتصالات وهي حريصة لإيصال حقائقها واطلاع العراقيين عليها كما هي وليس كما ينشره مكتب السوداني".
وتابع حيدر انه "لذلك لاحظنا، ولأول مرة ربما، أن البيان الرسمي الذي نشرته بغداد فيما يخص الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الدفاع الأميركي مع السوداني كان واضحاً بنقل لغة الاملاءات التي تحدث فيها الوزير معه، فيما اشار البيان كذلك الى التهديد الواضح الذي نقله الوزير الى القائد العام فيما يخص اي نشاط مسلح قد تنوي الفصائل المسلحة ممارسته ضد المصالح الاميركية في المنطقة كردٍّ على التصعيد الحالي الدائر في اليمن".
واشار السياسي العراقي الى انه "من الواضح جداً ان واشنطن الرئيس ترامب تختلف جذرياً عن واشنطن الرئيس بايدن، في التعامل مع هذا الملف الذي يقوم على قاعدة ما سماها الرئيس ترامب (إنهاء ظاهرة فوضى السلاح في الشرق الأوسط)"، موضحا أن "بغداد وتحديداً الفصائل فهمت ذلك واستوعبته وهي الان بحكم كونها منزوعة السلاح، ولم ترفع شعاراتها السابقة من قبيل (وحدة الساحات) او (جبهة الاسناد) او ما الى ذلك".
وكشفت مصادر مطلعة، قبل أيام، عن إيصال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث رسالة تحذير شديدة اللهجة الى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال اتصاله معه مساء الأحد الماضي.
وتلقى السوداني، الأحد، اتصالاً هاتفياً من هيغسيث، جرى خلاله بحث الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، واهتمامهما المشترك بالاستقرار والأمن الإقليمي.
وعن هذه المكالمة، قالت المصادر، لوكالة شفق نيوز، إن "هيغسيث ابلغ السوداني بأن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية، بشأن الاستهداف الأميركي ضد الحوثيين في اليمن، سيدفع واشنطن لرد عسكري سريع ضد تلك الفصائل داخل العراق، ولهذا يجب منعها من أي تدخل كما حصل سابقاً في حرب لبنان وغزة".
وأضافت المصادر، أن "وزير الدفاع الأميركي شدد على السوداني بضرورة الإسراع بحسم ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة والعمل على تفكيكها، وأكد أن هذا الملف محل اهتمام كبير لدى الرئيس ترامب وإدارته، فيما أكد السوداني بان الحكومة تعمل على ذلك ولديها حوارات مع الأطراف المسلحة للوصول الى اتفاق بهذا الخصوص".
ووفق البيان الرسمي العراقي، بحث رئيس الوزراء، مع وزير الدفاع الأميركي، تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة وخاصة المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن والوضع "المقلق" في سوريا.
كما استعرض وزير الدفاع الأميركي، التطورات المتعلقة بالعمليات العسكرية في اليمن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل عملياتها ما لم تتوقف الهجمات الحوثية على القوات الأميركية وتأثيرها على الملاحة في البحر الأحمر، كما أكد أن واشنطن لا تسعى إلى التصعيد، وأن العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف هذه الهجمات.
وجدد السوداني، وفق البيان، التزام العراق بحماية مستشاري التحالف الدولي الذين يتواجدون في العراق بناءً على دعوة من الحكومة العراقية لدعم جهود مكافحة داعش، كما شدد على التزام العراق بحصر استخدام القوة بيد الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي.