معركة كورسك

خلال الحرب العالمية الثانية كانت «معركة كورسك» من أكبر معاركها، شارك فيها 6000 دبابة، ومليونان من الجنود، و4000 طائرة. هى المعركة التى استنفدت القدرات القتالية الألمانية؛ ومن وقتها بدأ الهجوم السوفيتى فى الاتجاه المضاد خلال الفترة من 1944 إلى 1945. «كورسك» إقليم روسى فى الشمال الغربى لروسيا ومثل نوعا من طوق النجاة لأوكرانيا حينما جرى الاستيلاء على الإقليم فى شمالها الشرقى وشكل إهانة بالغة لموسكو التى قامت باحتلال نحو 20% من الأراضى الأوكرانية دون احتساب لإقليم القرم الذى احتلته روسيا سابقا فى عام 2014. خلال الفترة الماضية أصبحت «كورسك» قاعدة لشن هجمات المسيرات الجوية للاقتراب وتهديد موسكو ذاتها مشكلة فى ذلك إهانة بالغة للرئيس بوتين وكشفا لسوء تقديره الذى ظن أن هجمته على أوكرانيا فى 24 فبراير 2022 لن يستغرق النصر فيها أكثر من أسابيع قليلة، وبعدها سوف ترتعد مفاصل دول البلطيق وحلف الأطلنطي. لم يحدث ذلك كما هو معلوم وتجاوزت الحرب ثلاث سنوات، والآن بات على المتحاربين مواجهة مرحلة أخرى من القتال والتفاوض.

انتصار ترامب فى الانتخابات الأمريكية غير كثيرا من معادلة الحرب الأوكرانية التى قامت على أن القوة العسكرية الروسية يمكن معادلتها من خلال العون الأطلنطى والأمريكى خاصة. نجحت أوكرانيا أولا فى الدفاع عن العاصمة «كييف»، وثانيا حيدت ثلث الأسطول الروسى فى البحر الأسود، وثالثا حررت بعض المدن مثل خيرسون، ولكنها تدريجيا بدأت قدراتها البشرية فى التآكل. وبينما نجحت روسيا فى تعويض خسائرها حتى بالاستعانة بقوات كوريا الشمالية فإن أوكرانيا لم تجد ما يسعفها من الرجال. الآن فإن ترامب نجح فى إقناع بوتين وزيلينسكى بقبول وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما يمكن فيها النظر إلى ما بعد ذلك، ولكن المعضلة هى أن بوتين على الجانب الآخر يسعى لأن يتم ذلك بعد التحرير الكامل لإقليم «كورسك». توازن القوى الدبلوماسى سوف يختلف إذا ما كانت الأوضاع عكس ذلك؟

الأهرام

يقرأون الآن