تحذير مهم من بوتين

ينبغى أن ينتبه كثيرون فى العالم أجمع، خاصة فى منطقتنا، إلى الكلام المهم للرئيس الروسى بوتين قبل أسبوعين، عن رؤيته لإستراتيجية الغرب التاريخية المعادية لروسيا، التى يراها راسخة على هدف إضعاف روسيا، إما بالحروب المباشرة أو عبر سياسات الحصار أو المقاطعات أو العقوبات، خلال القرنين الماضيين، منذ الإمبراطورية مروراً بالدولة السوفييتية وحتى بعد انهيارها وإلى الآن! ويرى أيضاً أنه مهما حدث تقارب مع الغرب فهذا لا يعنى حل المشاكل الجذرية فعلياً، وإنما يعنى فقط إجراء تغييرات تَسْتَحْدِث بدائل أخرى فى الحصار والمقاطعة والعقوبات! والمهم أيضاً أنه ذكر هذا بينما يُجرِى حوارات مع الرئيس الأمريكى ترامب، بهدف معلن منهما معا، عن تسوية الحرب على أرض أوكرانيا بين روسيا والكتلة الغربية، وذلك على أرضية اعتراف ترامب بخطأ سلفه بايدن فى إقحام أمريكا فى هذه الحرب، بل إنه أبدى ميلاً للاقتراب من روسيا بتأييده أن لها مطالب عادلة فى هذه الحرب!

لاحِظ أن بوتين لم يستنكف بأن يُنَبِّه شعبَه بالخطر المحدق بدولتهم، وهو على رأس دولة عظمى، ليس فقط لقوتها العسكرية وسلاحها النووى وأجهزة استخباراتها المنتشرة عبر العالم، وإنما أيضاً بثرواتها الطبيعية الهائلة، من بترول وغاز وذهب ومعادن نادرة، وأراضٍ زراعية ممتدة عبر قارة آسيا، وملايين الأفدنة من الغابات الطبيعية، ووفرة فى المياه العذبة، وقاعدة علمية على أعلى مستوى، وثقافة وفنون ورياضة لها متابعوها عبر العالم..إلخ. وهذا أدعى لأن يراجع البعض فى مصر ثباته على استنكار أن لدينا أيضاً خطراً مماثلاً من نفس المصادر بنفس الوسائل مع اختلافات تتفق مع اختلاف الظروف، وتاريخنا مشحون بأدلة مفحمة لحروب واحتلال وسرقة ثروات ومؤامرات للتحكم فى موقعنا الخطير الفريد..إلخ. بل إن لدينا الآن مخاطر على كل حدود مصر، فهل هى محض مصادفات؟ ثم أنه صار لإسرائيل أسباب إضافية لخوضها الحروب، ليس فقط لمزاعمها الدائمة عن أن أمنها فى خطر، ولا فقط للتوسع، بل زاد الآن أن الحرب تحمى مجتمعها من الانهيار، للانقسامات الحادة، وللصراع المحتدم، وأما دخولها حربا كبرى بدعم كامل من الغرب فستحتل أولوية أولى تصطف فيها كل أحزابها وطوائفها.

الأهرام

يقرأون الآن