بعدما أكدت السلطات العراقية أكثر من مرة سعيها لتجنب توسع الصراع الإقليمي إلى أراضيها، كشف عدة مسؤولين عراقيين كبار أن المحادثات بين رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني وقادة الفصائل المسلحة حققت تقدما.
وأوضح عشرة قادة عسكريين كبار ومسؤولين عراقيين أن "الفصائل الموالية لإيران باتت مستعدة لنزع سلاحها لتجنب غضب الإدارة الأميركية".
كما أشاروا إلى أن عدة فصائل مسلحة أخلت مقارها الرئيسية وقلصت وجودها في المدن العراقية الكبرى.
إلى ذلك، كشفوا أن المسؤولين أبلغوا بغداد أنه "ما لم تتخذ إجراءات لحل الميليشيات على أراضيها، فإن أميركا قد تستهدف تلك الجماعات بغارات جوية".
أما تلك المجموعات التي أبدت "ليونة" في تسليم سلاحها فهي "كتائب حزب الله، والنجباء، وكتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء".
فيما أوضح قيادي في كتائب حزب الله، أقوى الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، متحدثًا من خلف قناع أسود ونظارة شمسية: "ترامب مُستعد لنقل الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، ونحن نعلم ذلك، لكننا نريد تجنب مثل هذا السيناريو السيء".
كما أشار قادة في تلك الفصائل أن حليفهم الرئيسي وراعيهم، الحرس الثوري الإيراني، "منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية"، من أجل تجنب الانجرار إلى صراع مدمر محتمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي السياق، قال عزت الشهبندر، وهو سياسي شيعي بارز مقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، إن المناقشات بين السوداني وعدد من قادة الميليشيات "متقدمة للغاية"، وإن الجماعات تميل إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع السلاح.
كما أوضح أن "الفصائل لا تُصرّ على الاستمرار في شكلها الحالي"، مضيفًا أنها "تُدرك تمامًا" أنها قد تكون مُستهدفة من قِبل الولايات المتحدة.
تأتي هذه الخطوة لتهدئة التوترات في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون سرًا للحكومة العراقية منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير، وفقًا للمصادر التيضمت ستة قادة محليين لأربع ميليشيات عراقية رئيسية.