لم يكن عابرا أن تقول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في ختام أيامها الثلاثة في لبنان، وردا على سؤال في سياق مقابلة مع محطة "المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال" عن احتمال زيارتها لبنان مرة أخرى في وقت قريب: طبعا، أنا أحب لبنان والجميع يعاملني بلطف كبير هنا، ربما لا يجب أن أقول هذا، ولكن الطعام في لبنان هو الأفضل في الشرق الأوسط، فإذا كنت سآتي إلى الشرق الأوسط، سأتوقف في لبنان.
قالت أورتاغوس هذا الكلام ومشت عائدة إلى بلاد العم سام. أما في بلاد الأرز، فثمة من استوقفه كلامها هذا، هي الوافدة حديثا إلى لبنان كموفدة أميركية خلفا لسلفها أموس هوكشتاين الذي كان استطاب مثلها لبنان وطعامه وناسه. وإذا كان من المؤكد أن السيدة مورغان تعرفت جيدا إلى المطبخ اللبناني حتى قالت ما قالته، فإن خبراء هذا المطبخ يجزمون بأن المازة اللبنانية هي أكثر ما حصد إعجابها، لاسيما أن هذه المازة هي ميزة المائدة اللبنانية، وقوامها صحون عدة مزخرفة وملونة من خيرات طبيعة لبنان.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الأنباء" رشيد عرابي عضو نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي وصاحب مطعم عرابي العريق في ربوع عروس البقاع زحلة: المازة نشأت على ضفاف نهر البردوني في زحلة، وهي مزيج كبير وغني من المازة الباردة والساخنة واللحوم النيئة على أنواعها وصولا إلى المشاوي، مؤكدا أن أكثر ما يستوقف الزائر الأجنبي ويترك فيه طيب الأثر هو أولا الحمص، فالتبولة والفتوش، ثم الكبة النيئة.
وعن أفضلية أطباق لبنانية على أخرى في المآدب الرسمية لدى زيارة مسؤولين في الخارج للبنان، أكد عرابي على فكرة الأفضلية مثل ورق العنب والكوسا والكستاليتا، وأوزة الموزات والمغربية.
وكشف أن مطعمه اهتم بطعام بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني لدى زيارته التاريخية للبنان في مايو من العام 1997 في عهد رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي، وكان الطعام مزيجا من المازة والطبخ اللبناني.
وروى أنه حين آن أوان مغادرته لبنان، قال قبل صعوده إلى الطائرة إنه أحب كثيرا طبق ورق العنب بالزيت، وفي الحال تواصلت دوائر قصر بعبدا معهم، فأعد على الفور طبق ورق العنب وتم إرساله إلى المطار خصيصا للحبر الأعظم قبل مغادرته لبنان عائدا إلى الفاتيكان.
وعن السر وراء ما يستوقف كل زائر أجنبي للبنان من كرم الضيافة اللبنانية، قال رشيد عرابي: نحن شعب كريم ومضياف، والمائدة اللبنانية غنية وملونة وتفتح الشهية، والتحلية جزء أساسي فيها من قشطة وبلح وحلاوة الجبن وكنافة وفاكهة موسمية من خيرات الأرض.
كثير من الكلام يمكن أن يقال عن المطبخ اللبناني الذي يحوي أكثر من 400 طبق بحسب خبراء الطعام، وهذا يعني أن اكتشاف أبرز هذه الأطباق من قبل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس سيحتاج زيارات كثيرة لها إلى لبنان قبل أن تشبع منه بحسب "الأنباء" الكويتية.