دولي

جعفر زاده: الحل هو دعم المقاومة الإيرانية

جعفر زاده: الحل هو دعم المقاومة الإيرانية

قدم علي رضا جعفر زاده، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، تحليلاً للأزمة الحالية، مؤكداً أن جذور الصراع الذي يشهده العالم اليوم تعود إلى عقود من سياسة استرضاء الغرب للنظام الإيراني. وأوضح جعفر زاده أن الحل لا يكمن في حرب خارجية أخرى ولا في المزيد من التنازلات، بل في دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاط النظام، دون الحاجة إلى "قوات أجنبية أو أموال".

وأضاف جعفر زاده في مقابلة متلفزة أن الأزمة الحالية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتيجة مباشرة لسياسة الاسترضاء التي بدأت بعد أن كشفت المقاومة الإيرانية عن الموقع النووي السري في نطنز عام 2002. وقال: "بدلاً من اتخاذ إجراء حاسم، سارعت الدول الغربية، بقيادة أوروبا ثم إدارة أوباما، إلى استرضاء الملالي، ومنحتهم المليارات، وفي النهاية شرعنت برنامجهم النووي من خلال ما يسمى بالاتفاق النووي (JCPOA)". وأشار إلى أن موقع "فوردو" تحت الأرض، والذي يقوم فيه النظام الآن بالتخصيب بنسبة عالية جداً، هو أحد المواقع التي تم السماح للنظام بتشغيلها بموجب ذلك الاتفاق.

وشدد على أن الشعب الإيراني يرفض البرنامج النووي، لأنه يراه "ضمانة لبقاء الملالي" في السلطة، وليس مجرد تهديد للآخرين، بل هو تهديد للشعب نفسه عبر إدامة هذا الحكم القمعي.

ورداً على سؤال حول الوضع داخل إيران في ظل الضربات الحالية، أكد جعفر زاده أن النظام لم يواجه مثل هذا الموقف من قبل، وأن قلقه الرئيسي الآن ليس من العدو الخارجي، بل من "الشعب نفسه" وكيف سينتفض ضده. وأشار إلى الانتفاضات الكبرى التي شهدتها إيران منذ عام 2018، حيث طالب الشعب بالتغيير وهتف "الموت لخامنئي" و"الموت للظالم، سواء كان الشاه أو المرشد الأعلى". وأضاف أن النظام يخشى من أنه "قد لا يتمكن من النجاة" من الجولة التالية من الانتفاضات.

وعند سؤاله عن طبيعة المقاومة المنظمة داخل البلاد، أوضح جعفر زاده أن منظمة مجاهدي خلق الایرانیة ، التي كانت مسؤولة عن كشف المواقع النووية، لديها ما تسميه "وحدات الانتفاضة" على الأرض في مختلف المدن، وهي التي تعمل كـ"محرك للتغيير" وتواجه حرس النظام الإيراني.

وفيما يتعلق بما تطلبه المقاومة من الولايات المتحدة، نقل جعفر زاده عن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة، قولها أمام الكونغرس الأميركي: "دعني أخبركم بما لا نريده. لا نريد قوات أجنبية على الأرض، ولا نريد أي أموال. الشعب الإيراني يمتلك كل ما يلزم لإحداث التغيير في البلاد". وأضاف أن كل ما على الولايات المتحدة فعله هو "الاعتراف بالحقائق الجديدة على الأرض" والاعتراف بحق الشعب في إسقاط هذا النظام، وهو ما يمثل "الخيار الثالث" بين الحرب والاسترضاء.

وفي ختام المقابلة، رفض جعفر زاده سيناريو أن يسيطر حرس النظام الإيراني على السلطة في ديكتاتورية عسكرية بعد سقوط الولي الفقيه، موضحاً أن "النظام بأكمله مبني على سلطة الولي الفقيه"، وأن الشعب يرى في الحرس "قمعته وسارق ثرواته". وأكد أن النظام اليوم أضعف من أي وقت مضى، خاصة بعد سقوط حليفه الاستراتيجي بشار الأسد في سوريا، وأن أي قدرة كان يمتلكها للرد، قد استنفدها بالفعل.

يقرأون الآن