عربي

الأسد: الجميع يتعرض لضغوط أميركية لمنع المساعدات

الأسد: الجميع يتعرض لضغوط أميركية لمنع المساعدات

أثارت زيارة رسمية لوفد وزاري لبناني إلى سوريا، بحسب "الشرق الاوسط"، انتقادات بين فريق معارض للنظام السوري، اعتبرها خطوة لا مبرر لها على طريق «التطبيع» مع النظام السوري، إذ كان يمكن إرسال المساعدات إلى سوريا من دون لقاء سياسي مع أركان النظام، فيما اعتبر الفريق الداعم للنظام السوري أن الزيارة «واجب» تجاه سوريا وشعبها بعد الكارثة التي حلت بسبب الزلزال.

وردا على السؤال الذي يُطرح اليوم هو «هل سيكون الزلزال مقدمة لإعادة تطبيع للعلاقات على اكثر من صعيد؟»، استبعد مصدر سياسي سوري عبر "الجمهورية" أن يتخذ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في ظل هذه الظروف خطوةً في هذا الإطار، إلّا أن الواقع السياسي في لبنان لم يعد كما كان ابّان الحرب السورية، وان هذه الخطوة لا بدّ أن تأتي قريباً، ولكن زيارة الوفد الوزاري رطّبت العلاقات ومهّدت لشيء ما قد يتطور قريباً، حيث تفضّل دمشق أن يحصل هذا التطوّر تحديداً من قبل سلطة مكتملة المعالم لبنانياً وليس في ظل فراغٍ في سدّة الرئاسة.

من جهتها، رأت "اللواء" ان لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الوفد الوزاري اللبناني فتح الطريق إلى وضع ملف إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم على الطاولة، ما إن تنتهي أو تنجلي معطيات الكارثة الكبرى التي حلت بالشعب السوري، والشعب التركي وأشخاص من جنسيات متعددة، من بينها لبنانيون قتلوا تحت ركام “الزلزال المروع” الذي ضرب مناطق واسعة متجاورة في تركيا وسوريا.

وبحسب مصدر لبناني واسع الاطلاع فإنّ الزيارة بحد ذاتها، وإن أخذت طابعاً إغاثياً أخوياً، إلّا أنّ ما دار في اللقاء مع الأسد ووزير الخارجية فيصل المقداد يتجاوز الطابع الاغاثي، لكنه لم يفتح الباب أمام “تطبيع سياسي” بالكامل.

أما "الاخبار" فأشارت الى ان من سوريا، البلد الذي نكره كل جيرانه، عاد الوفد الوزاري اللبناني مساء أمس، محملاً بتقديرات الرئيس بشار الأسد للزيارة الرسمية الأولى بعد قطيعة طويلة، داعياً للبناء عليها في سياق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

بحفاوة عند نقطة الحدود السورية، استقبل سفير سوريا السابق في لبنان علي عبد الكريم علي ممثلاً وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الوفد اللبناني برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب يرافقه وزراء الزراعة والأشغال العامة والنقل والشؤون الاجتماعية، عباس الحاج حسن وعلي حمية وهيكتور حجار، والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي ومدير الشؤون العربية في الخارجية علي المولى والمدير العام بوزارة الصحة فادي سنان ورئيس الهيئة العليا للإغاثة محمد خير.

أولى المحطات كانت في وزارة الخارجية، حيث تحدّث بو حبيب ناقلاً تضامن لبنان شعباً وحكومةً مع الشعب السوري في هذه المحنة. ولفت إلى وقوف سوريا إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة. ونقل الحاج حسن تعازي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك فعل الحجار معزياً باسم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.

دول المنطقة تدرك أنه ليس لأميركا حلفاء أو أصدقاء لذلك نقدّر ظروف الجميع

بعدها قصد الوفد قصر المهاجرين، في محطة هي الأبرز والأهم بدلالاتها السياسية. بحرارة استقبل الأسد ضيوفه فرداً فرداً. هي أول زيارة رفيعة المستوى منذ القطيعة في أعقاب اندلاع الحرب على سوريا. أجواء اللقاء تفيد بأن الأسد عكس ثقة بالقدرة على تجاوز المحنة التي تتعرّض لها بلاده. قدّر تدابير لبنان وعرض لحجم الكارثة الناجمة عن الزلزال، واستعرض مبادرة معظم الدول العربية لتقديم المساعدات، وحرص على تقديرها مهما كانت قائلاً «خصوصاً أننا نعرف أن الكثير من الدول تتعرّض لضغوط أميركية». وأردف «دول المنطقة تدرك أنه ليس لأميركا حلفاء أو أصدقاء لذلك نقدّر ظروف الجميع».

واستفاض حمية في شرح خطوات لبنان لجهة استقبال المساعدات في مرافقه الجوية والبرية وإعفائها من الرسوم الجمركية ورسوم العبور، وكذلك إعفاء وزارة الخارجية للقادمين إلى سوريا عبر لبنان من تأشيرات الدخول، لسحب ذريعة شركات الطيران والشحن البحري الممتنعة عن القدوم إلى سوريا لأن شركات التأمين ترفض تغطيتها. أما المستجد فكان إرسال لبنان معدات ثقيلة يستخدمها المقاولون في القطاع الخاص ومزوّدة برافعاتٍ ضخمة لرفع الأنقاض. فرد الأسد «مساعداتكم تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري».

ولاحقا أقام وزير الخارجية السوري مأدبة غداء على شرف الوفد اللبناني حضرها عن الجانب السوري وزير الزراعة وعدد من السفراء.

يقرأون الآن