لفت المهاجم الشاب في ريال مدريد، غونزالو غارسيا، الأنظار بشدة خلال مشاركته في التشكيلة الأساسية للفريق الملكي في المباريات الثلاث الأول من بطولة كأس العالم للأندية، المُقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، مستغلاً غياب النجم الفرنسي كيليان مبابي بسبب المرض.
ونجح غارسيا، الملقب بـ"راؤول الجديد"، والبالغ من العمر 21 عاماً، في تسجيل هدفين، إضافة إلى تمريرة حاسمة، خلال هذه المباريات، إذ جاءت أهدافه في مرمى الهلال السعودي وريد بول سالزبورغ النمسوي.
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن كرة القدم غالباً ما تفاجئنا بظروفها الغريبة، فغياب لاعب قد لا يكون نهاية، بل بداية لقصة جديدة. وهذا ما حدث مع البرازيلي الشاب إندريك فيليبي، الذي اضطر إلى التراجع خطوة إلى الوراء بسبب إصابة في ساقه، فيما استغل غونزالو غارسيا غيابه بشكل لافت في بطولة كأس العالم للأندية.
وأضافت الصحيفة أن غارسيا لم ينتظر طويلاً ليثبت جدارته، فبعدما كان خارج حسابات المدرب تشابي ألونسو في بداية البطولة، سرعان ما خطف الأنظار وأصبح عنصراً أساسياً في تشكيلته.
فقد فهم اللاعب الشاب تماماً ما يحتاجه الفريق: التوازن الدفاعي، الضغط الفعّال، التمركز الذكي في العمق، والتهديد الدائم في الهجوم. ومع كل ذلك، لم يكتفِ بالأداء فحسب، بل عززه بإسهام هجومي مميز عبر هدفين وتمريرته الحاسمة، ليؤكد أنه لاعب قادر على إحداث الفارق.
وأشارت إلى أن النجاح في كرة القدم لا يرتبط دائماً بلحظة تألق، بل أحياناً بقدرة اللاعب على انتظار التوقيت المناسب. هذا ما فعله غارسيا، وقدّم من خلاله درساً مهمًا لإندريك، الذي بات يستعجل العودة إلى الفريق، إذ التحق أخيراً ببعثة الفريق في الولايات المتحدة استعداداً للأدوار الإقصائية.
بدوره، لم يُخفِ تشابي ألونسو إعجابه بالمهاجم الشاب، وقال عنه: "إنه المهاجم الرقم 9 المثالي، يعرف كيف ينتظر فرصته، ويتحرك بذكاء... يذكرني براؤول في تحركاته".
وتمكن غارسيا من إثبات أنه الحل الأنسب لريال مدريد، ليس بسبب مهاراته الهجومية فحسب، بل لأنه أضاف الكثير من الفعالية والتوازن في الثلث الأخير من الملعب. كما أن بنيته الجسدية القوية مكنته من التفوق في المواجهات الثنائية وخلق فرص سانحة للتهديف لزملائه، مما جعل هجوم ريال مدريد أكثر تنوعاً وحيوية.
وعلى رغم إمكان عدم مشاركة غارسيا أساسياً في مواجهة جوفنتوس الإيطالي المقبلة في ثمن نهائي كأس العالم للأندية مع عودة الفرنسي كيليان مبابي، إلا أن المهاجم الشاب نجح في أن يكون ورقة رابحة قد يستغلها تشابي ألونسو من على مقاعد البدلاء في أي وقت.