تشهد محافظة السويداء هدوءًا حذرًا منذ مساء أمس، بعد يوم من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مسلحين من بعض عشائر البدو وعدة فصائل درزية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأفيد أن حدة الاشتباكات تراجعت بشكل ملحوظ داخل المدينة، باستثناء بعض الرشقات المتقطعة في أحياء محدودة، بينما توسعت دائرة التوتر سابقًا لتشمل الريف الغربي والشمالي.
كما أفيد أن قوات الأمن الداخلي انتشرت بشكل مكثف على الحدود الإدارية بين السويداء ودرعا، بالتنسيق مع وحدات الجيش، لمنع انتقال التوتر وضبط أي تحركات مشبوهة.
وفي هذا السياق، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور الأهالي إلى ضبط النفس والاستجابة للمبادرات العشائرية والوطنية التي تسعى لاحتواء الأزمة، مشددًا على أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الأمن.
من جهتها، جددت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار ودرء الفتنة، وطالبت بضبط الأمن على طريق دمشق – السويداء.
أما حركة رجال الكرامة، وهي من أبرز التشكيلات المحلية في المحافظة، فقد حمّلت الحكومة السورية المسؤولية عن "غياب دور الدولة في تأمين الطرق الحيوية وترك الحواجز عرضة للاعتداءات". ودعت الحركة في بيانها جميع الأطراف إلى التهدئة والاحتكام إلى صوت العقل، معتبرة أن "التهدئة موقف قوة لا ضعف".
إطلاق سراح محتجزين
وعلمنا من مصادر محلية أن جهود الوساطات العشائرية والاجتماعية أسفرت عن إطلاق سراح عدد من المحتجزين لدى بعض المجموعات المسلحة، في بادرة حسن نية لإفساح المجال أمام استكمال مساعي المصالحة، فيما تستمر المفاوضات للإفراج عن بقية المحتجزين الذين جرى احتجازهم خلال التوترات الأخيرة.
ويترقب أهالي السويداء نتائج المساعي المحلية بالتعاون مع الجهات الرسمية، وسط دعوات واسعة لضبط المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون ومنع العصابات التي تستغل الثغرات الأمنية، لضمان استقرار المنطقة التي طالما عُرفت بطابعها السلمي