مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا" – بالتفاصيل: إسرائيل تفرض هذه الشروط على دمشق من أجل اتفاق أمني.. فهل باتت نهاية العداء قريبة؟

خاص

الأنظار مشدودة نحو اللقاءات الإسرائيلية – السورية بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية أسعد الشيباني.

الاجتماعات المتواصلة برعاية أميركية تهدف إلى التوصّل لاتفاق بين تل أبيب ودمشق. وهذا ما أكّدته التقارير التي تتحدّث عن تفاهمات لتخفيف التوتر في الجنوب السوري، فإن تفاصيل المباحثات وأهدافها وشكل الاتفاق غير معلنة بعد، وكان آخر هذه اللقاءات لقاء غير معلن في العاصمة الأذربيجانية باكو، جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع مسؤولين إسرائيليين الإثنين الماضي حيث شارك في اللقاء حسين سلامي رئيس الاستخبارات السورية.

وعُقدت جولة سابقة من المحادثات في باريس أواخر يوليو/تموز الماضي، لكنها انتهت من دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وبناء عليه هل ستسفر هذه اللقاءات عن اتفاق ينهي مرحلة العداء بين إسرائيل وسوريا؟

يقول المحلل العسكري والباحث في الشؤون السياسية فايز الأسمر في هذا الصدد لـ"وردنا" إنه "لاشك أن إسرائيل ومنذ لحظة سقوط نظام الأسد البائد بادرت إلى زيادة وتيرة هجماتها الجوية التي كانت نتائجها تدمير أكثر من 85% من القدرات العسكرية الاستراتيجية للجيش السوري الوليد، الموروثة عن النظام".

المحلل العسكري والباحث في الشؤون السياسية فايز الأسمر

لم تكتف تل أبيب فقط بالضربات الجوية، بل أن نتنياهو وبعد أن ضرب بعرض الحائط إتفاقية فصل القوات الموقعة بين سوريا وتل ابيب 1974 واعتبرها لاغية، أعطى الأوامر لجيشه للسيطرة على مرتفعات جبل الشيخ الاستراتيجية الأربعة، إضافة لأجزاء واسعة من المنطقة العازلة (400 كم تقريبا) التي تفصل مرتفعات الجولان عن محافظات الجنوب السوري: درعا، ريف دمشق الجنوبي، القنيطرة؛ وشرح الأسمر أنّ نتنياهو منع القوات السورية بالتواجد في القرب من هذه المناطق، بهدف زيادة التحديات الأمنية والضغط على الدولة السورية التي لا تستطيع في هذه الأوقات الدخول في مواجهة مفتوحة خاسرة مع الجيش الإسرائيلي وذلك أقلها للفارق الكبير والشاسع بين القدرات العسكرية للطرفين وانشغال الحكومة السورية بالتحديات الأمنية الداخلية (الفلول، الدروز، قسد) والتحديات المعيشية والخدماتية ومسائل إعادة الاعمار.

ويرى الأسمر عبر "وردنا" أن "تل أبيب من خلال كل الاعتداءات والضغط العسكري والتدخل في الشأن الداخلي السوري عن طريق تصوير نفسها انها الحامي للأقليات (قسد ،الدروز)، تريد استثمار ضعف الدولة السورية الحالي في كافة المجالات وذلك لفرض واقع أمني جديد على الشريط الفاصل بين الجولان المحتل والأراضي السورية، ربما من خلال زيادة عمق المنطقة العازلة، وأن تكون منزوعة السلاح، وربما تجهيز مناطق معينة قرب الحدود هندسيا، وتزويدها بأجهزة رصد وانذار مبكر لتأمين المستوطنات بشكل فعّال أكثر في مرتفعات الجولان المحتل".

وتابع: "اللقاءات والمفاوضات المباشرة التي جرت بين وزير الخارجية السوري والمسؤولين الاسرائيليين في باريس أو التي سبقتها في باكو ستقتصر على التوصل لاتفاق وتفاهمات أمنية حول الحدود وليس اتفاق سلام شامل لن يقبله السوريين في وقت أن الجولان لايزال محتلاً"، معتبرا انّ "المفاوضات بين الطرفين لن تكون سهلة على الجانب السوري لان هامش المناورة معدوم لديها تقريبا، والأوراق التفاوضية للاسف بتصوري تَفرض من قبل الأقوى بخاصة أن الدولة السورية تحت الضغط والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة هي مستمرة ولا رفاهية خيارات كثيرة لديها".

لا شكّ أن التحديات الملقاة على عاتق الدولة السورية صعبة وكثيرة، خصوصا الامنية والعسكرية منها، والوصول لاي اتفاق أمني مرحلي مع إسرائيل شرط أن يكون متوازنا ولايؤثر على الثوابت الوطنية سيخفف بالتأكيد بشكل أو آخر على الحالة والاستقرار الأمني للبلاد، بحسب الأسمر.

وختم حديثه لـ"وردنا": "الأمر لا يقتصر على إعادة تطبيق اتفاقية 1974 بنفس شروطها السابقة، بل إن اسرائيل تريد فرض اضافات أمنية مجحفة وأوسع نطاقا"، فنّدها الأسمر على النحو التالي:

-إقامة منطقة عازلة عميقة منزوعة السلاح.

-إعطاء دمشق لاسرائيل الحق في التصرف عسكريا تجاه اي شعور بالخطر ناشئ من الأراضي السورية تحدده هي.

-عدم قبول اسرائيل بتسليح الجيش السوري بأسلحة وتقنيات ومنظومات استراتيجية جديدة دفاعية كانت أم هجومية.

-عدم موافقة دمشق على إقامة اي قواعد تركية على الجغرافيا السورية تقول تل ابيب أنها قد تعيق وتؤثر على حرية عمل الطائرات الإسرائيلية بالأجواء السورية.    

يقرأون الآن