يشهد العالم يوم 21 سبتمبر 2025 كسوفاً شمسياً جزئياً يطال أجزاء واسعة من جنوب المحيط الهادئ، ونيوزيلندا، وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية.
ووفقًا لتقرير منصة EarthSky، يُعد هذا الحدث آخر كسوفات العام، ومن المتوقع أن يكون عميقا، حيث سيغطي القمر نحو 85% من الشمس في ذروته، ما يمنح السماء مظهراً خافتاً ومميزاً خلال ساعات النهار.
تبدأ مراحل الكسوف الساعة 17:29 بالتوقيت العالمي المنسق، بالتزامن مع شروق الشمس في المناطق المتأثرة، بينما سيلاحظ مراقبو نيوزيلندا وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية تطور الكسوف تدريجيًا حتى يصل إلى ذروته الساعة 19:41 بالتوقيت العالمي المنسق، قبل أن ينتهي تمامًا الساعة 21:53 بالتوقيت نفسه مع خروج ظل القمر من دائرة رؤية الأرض.
يُصنف هذا الكسوف كـ"كسوف جزئي عميق"، إذ لن تختفي الشمس بالكامل خلف القمر، إلا أن الضوء سيخف بشكل ملحوظ. وقد تنتشر بعض الظلال والتشوهات الضوئية الناتجة عن الكسوف على الأسطح المستوية، ما يخلق تأثيرات بصرية مذهلة يمكن ملاحظتها عند الانتباه إليها.
وفقًا للبيانات الفلكية، فإن مسار الكسوف يقتصر على مناطق محدودة تشمل أجزاء من جنوب المحيط الهادئ، نيوزيلندا، بعض الجزر في المحيط الهادئ، وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية، ولن يكون مرئياً في معظم مناطق أفريقيا وآسيا.
ويأتي هذا الكسوف بعد خسوف كلي للقمر حدث في 7 سبتمبر 2025، ليشكل جزءاً من موسم الخسوف الثاني للعام، وهي فترة تمتد نحو 35 يومًا وتشهد عادة عدة خسوفات متتابعة. وكان موسم الخسوف الأول قد وقع في مارس 2025، مقدمًا مجموعة من الظواهر القمرية والشمسية التي جذبت هواة الفلك حول العالم.
يتبع الكسوف دورة ساروس 154، وهي نمط فلكي يساعد العلماء على التنبؤ بالكسوفات عبر دراسة تكرار محاذاة الأرض والقمر والشمس. ويُعد هذا الحدث السابع ضمن سلسلة مكونة من 71 كسوفًا في الدورة نفسها، التي تحدث دائمًا عند العقدة الهابطة للقمر. مع كل كسوف جديد تتحرك الشمس قليلًا نحو الشمال، ما يغير بشكل طفيف من طبيعة رؤية الكسوف مع مرور الوقت. وخلال هذا الحدث، ستتواجد الشمس أمام كوكبة العذراء، ما يوفر سياقًا فلكيًا إضافيًا لتحديد مواقع النجوم والكواكب أثناء الكسوف.
تبقى السلامة أولوية قصوى، حيث إن النظر المباشر إلى الشمس، حتى خلال الكسوف الجزئي، قد يسبب أضرارًا جسيمة ودائمة للعين وفقا "dailygalaxy"، لذلك يجب استخدام مرشحات شمسية معتمدة أو نظارات مخصصة للكسوف، مع تجنب النظارات الشمسية العادية أو الزجاج المدخن. كما يجب تجهيز التلسكوبات والكاميرات بمرشحات مناسبة قبل توجيهها نحو الشمس.
ويعتبر كسوف 21 سبتمبر 2025 تمهيداً لسلسلة أحداث سماوية كبرى، بما في ذلك كسوف كلي للشمس المقرر في أغسطس 2026، لكنه في الوقت الحالي يشكل علامة فلكية بارزة في ختام عام 2025، وفرصة هامة لعشاق الفلك لمتابعة تأثيرات الطبيعة السماوية على سماء الأرض.