حذّرت الأمم المتحدة من أن تكرار حدوث الفيضانات، يُعمق الاحتياجات الإنسانية في السودان، مشددةً على أن آلاف الأسر السودانية تحتاج إلى الدعم والمأوى بشكل عاجل.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة: إن «هذه الأزمات الإنسانية المتعاقبة تحدث في ظل استمرار القتال في السودان، مما يعيق جهود الإغاثة والعمل الإنساني».
ودعا المتحدث الأممي إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وضمان الوصول الإنساني من دون عوائق واتخاذ خطوات لحماية المدنيين وزيادة الدعم الدولي لتلبية الاحتياجات الهائلة بأنحاء السودان.
وأكد دوجاريك أن بعثة تقييم واستجابة مشتركة تضم نحو 10 وكالات أمميّة ومنظمات غير حكومية محلية ودولية، تقوم بتوصيل الغذاء والإمدادات الحيوية الأخرى مثل خدمات الرعاية الصحية والحماية لإغاثة للمتضررين من الفيضانات والانزلاقات الأرضية في قرية دارسين بجنوب دارفور، في السودان، إذ تمكنوا حتى الآن من مساعدة ألف شخص على الأقل من المتضررين، مضيفاً أن العاملين الأمميين في المجال الإنساني وشركاءهم يدرسون النتائج، التي توصلت إليها البعثة والاحتياجات في المنطقة وكيفية تعزيز الاستجابة.
وتفاقم هذه الكوارث الطبيعية معاناة السودانيين الذين يرزحون تحت وطأة حرب مستمرة منذ منتصف أبريل خلّفت آلاف القتلى ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
حذّر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، من خطورة الهجمات العسكرية على المدنيين ومرافق البنية التحتية في ولايات كردفان السودانية، مما تسبب في سقوط ضحايا، ونزوح جماعي، وانهيار الخدمات الأساسية، موضحاً أن نحو 90% من سكان بعض المناطق اضطروا للهروب إلى مناطق أخرى.
وكشف حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن حركة النزوح تصاعدت بشكل ملحوظ في ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان، إذ اضطرت مئات العائلات إلى النزوح المتكرر، موضحاً أن تضرر طرق الإمداد أدى إلى عزل بعض المناطق وحرمانها من الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن تفشي مرض «الكوليرا» بشكل مستمر، بالتزامن مع موسم الأمطار، يمثل تهديداً خطيراً للسكان، لا سيما مع تسجيل أكثر من 7800 حالة إصابة حتى الآن، في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة لعلاج المرضى واحتواء المرض.
وأفاد حزام بأن بعض الهجمات العسكرية طالت المرافق الطبية، مما تسبّب في تدهور النظام الصحي بشكل خطير للغاية، مشيراً إلى أن بعض المرافق الصحية دُمرت بالكامل، وهو ما جعل المجتمعات المحلية محرومة من خدمات الرعاية الصحية الحيوية.