كشفت دراسة جديدة أن دواء فيناسترايد، المستخدم لعلاج تساقط الشعر لدى ملايين الرجال، مرتبط بشكل كبير باضطرابات المزاج والأفكار الانتحارية.
وجمعت الدراسة، المنشورة في The Journal of Clinical Psychiatry، بيانات من ثماني دراسات بين 2017 و2023 في الولايات المتحدة والسويد وكندا.
مئات الآلاف معرّضون للخطر
وبحسب ما نشر موقع medicalxpress، تشير النتائج إلى أن مستخدمي الدواء كانوا أكثر عرضة للاكتئاب والانتحار مقارنة بالمرضى غير المستخدمين، مع احتمال أن يكون مئات الآلاف قد عانوا من الاكتئاب ووفاة المئات بسبب الانتحار المرتبط بالدواء.
تقصير الرقابة وتأخر التحذيرات
على الرغم من تحذيرات الباحثين منذ عام 2002، أضافت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الاكتئاب كأثر جانبي محتمل في 2011، والانتحارية في 2022 فقط.
وكشفت وثائق داخلية عن تقديرات لمستخدمي الدواء المتأثرين تم حجبها باعتبارها «سرية».
آثار طويلة الأمد بعد التوقف عن الدواء
يعمل الفيناسترايد على منع تحويل التستوستيرون إلى DHT، وهو هرمون أندروجيني مشتق من هرمون التستوستيرون، ما قد يؤثر في الستيرويدات العصبية المرتبطة بتنظيم المزاج. بعض المرضى يعانون من «متلازمة ما بعد الفيناسترايد»، وتشمل الأرق، ونوبات الذعر، وضعف الإدراك، والأفكار الانتحارية حتى بعد التوقف عن الدواء.
انتقادات للشركات والفجوات التنظيمية
الدواء تصنيفه تجميلي ساعده على تفادي التدقيق العميق، في حين لم تتحرك إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل مناسب رغم توافر بيانات واسعة عن المرضى.
مطالب بالإصلاح
ويقترح البروفيسور ماير بريزيس، الذي أجرى الدراسة، تعليق تسويق الدواء لأغراض تجميلية، وإجراء دراسات إلزامية بعد الموافقة، وتسجيل تاريخ الأدوية بشكل منهجي في تحقيقات الانتحار.
قصة مأساوية تبرز المخاطر
الدراسة خصصت مثالاً لرجل شاب كان بصحة جيدة وتناول الفيناسترايد لتحسين شعره، وتدهورت حالته النفسية سريعاً، ولم يتعافَ، قبل أن ينتحر بعد عدة أشهر.