مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا"- دعوة الجيش إلى التصدي للتوغل الإسرائيلي.. عون يحشُر الأميركي في الزاوية؟!

خاص

تستمرّ الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار على الصعيد اللبناني، مع تزايد مخاطر عودة الحرب الإسرائيلية على لبنان. وفي ظلّ هذا التصعيد الإسرائيلي دعا رئيس الجمهورية جوزاف عون، اليوم (الخميس)، الجيش إلى التصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية.

ولكن ما هو سر هذا القرار وتوقيته؟ وهل الجيش على جهوزية تامّة للتصدي؟

العميد المتقاعد شربل أبوزيد يشرح لـ "وردنا" طبيعة هذا القرار حيث أشار إلى أن التوجيهات التي أعطاها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى قائد الجيش رودولف هيكل تأتي في سياق قانون الدفاع الوطني، الذي ينص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المجلس الأعلى للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وبالتالي له الحق قانوناً بأن يستدعي من يشاء ويعطي التوجيهات لمن يشاء بخصوص أي موضوع يتعلّق بالدفاع عن الأرض والشعب.

ويؤكد أن ما حصل اليوم هو أن هناك قوّة إسرائيليّة اخترقت منطقة بليدا التي تعتبر من ضمن المناطق المحرّرة، حيث دخلت إلى عمق حوالي الكيلومتر داخل الأراضي اللبنانية، وقامت بقتل موظف بلدي أعزل داخل البلدية وهذا يشكل اعتداء سافرا بحد ذاته.

لماذا أعطى الرئيس عون هذا الأمر لقائد الجيش؟

يُذكّر أبوزيد أنه من الأساس كان هناك أمر معطى للجيش اللبناني يقضي بالتصدي لأي طائرة مسيّرة إسرائيلية في حال كانت تُعيق عمل الجيش، وعلى هذا الأساس بدأ الجيش يتخذ الإجراءات اللازمة للتصدي للخروقات الإسرائيلية سواء كانت بريّة، أو جويّة، أو حتى بحريّة.

ويرى أن الاعتداء الذي حصل بالأمس دفع الرئيس عون إلى إعطاء هذه التوجيهات لقيادة الجيش، وهي موجهة ضمن مسارين: الداخل اللبناني من خلال التطمينات إلى الشعب اللبناني بأن هذا الجيش المتواجد على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها الجنوب جاهز للدفاع عن الأرض، وعلى هذا الأساس شدّد الرئيس عون على النقاط التي لا تزال محتلّة من قبل إسرائيل وتخضع للمفاوضات الجاريّة للجنة مراقبة وقف النّار "الميكانيزم" وعلى هذا الأساس الجيش على أهبة الاستعداد للتنفيذ.

والمسار الآخر وهو "الميكانيزم" أي للخارج، خصوصاً للولايات المتحدة الأميركية، ولفرنسا والأمم المتحدّة بأن ما يجري على الأرض هو انتهاك دائم للسيادة اللبنانية وهذا غير مقبول، وعلى هذا الأساس هناك قرار من أعلى سلطة بالدولة اللبنانية بالتصدي لهذه الخروقات.

لماذا اليوم؟

يرى أبوزيد بأنّ هناك تطوّرات في التعاطي مع لجنة الميكانيزم في جنوب لبنان، وكذلك الأمر هناك تعاطي في ما يخص الضغوطات التي كانت على لبنان فيما يخص المفاوضات، والتي استطاعت من خلالها الرئاسات الثلاثة حصرها بلجنة المكيانيزم، بالاضافة إلى أنه من الممكن أن يتم توسيع هذه اللجنة لتضم مدنيين - قد يكون لهم صفة سياسيّة - ويبدو أن هناك تقدّم على هذا النحو.

ويلفت إلى أن أورتاغوس من خلال اجتماعها بالأمس لم تصرح لا من القصر الجمهوري، ولا من أي منبر آخر، فيبدو أن هناك نوعا من الحلحلة عبر الضغوط التي من الممكن أن تؤتي ثمارها بالأخص فيما يتعلّق بالمحافظة على السيادة، وعلى الأراضي المحرّرة جنوباً ليأتي هذا الأمر متزامناً مع ذلك.

ويكشف أن مع الانتهاك المستمر لاتفاق وقف اطلاق النار من قبل إسرائيل برّاً وبحراً وجواً، فإذا كانت الخروقات الإسرائيلية عالية أو بواسطة الطيران الحربي ليس هناك من وسائط دفاع جوّي فعالة لدى الجيش اللبناني للتصدي لها. أما فيما يخص التوغّل البرّي، فكما نعلم أنه يتم من خلال الملالات أو عربات نقل خفيفة للجيش الإسرائيلي تتوغل لبضعة أمطار قليلة وتقوم بأعمال نسف وتخرج منها ومن الطبيعي الجيش في هذه الحالة أن يقوم بالتصدي لها.

ويختم أبوزيد حديثه لـ "وردنا" مشيراً إلى أن "هذا الأمر حشر الأميركي في الزاوية، لأن الهدف الأساسي الأميركي هو المحافظة على الجيش اللبناني، وقدراته ومعنوياته على الرغم من أنها لا توازي قدرات الجيش الإسرائيلي، ولكن من الطبيعي أنه في حال حصل أي احتكاك بين الجيش اللبناني والإسرائيلي فأميركا ستتدخّل فوراً وسريعاً".

يقرأون الآن