السودان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

السودان.. الجيش يستدعي الاحتياط والهدنة تلحظ تحسنا

أثار بيان وزارة الدفاع السودانية، اليوم الجمعة، المخاوف من احتمال توسع المعارك، ولاسيما بعد دعوة الجنود المتقاعدين بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم". ويعني ذلك احتمال تفلت الشارع وعدم قدرة الجهات الرسمية على ضبط الأمور ومجريات الأحداث.

السودان.. الجيش يستدعي الاحتياط والهدنة تلحظ تحسنا

 وتستمر الإشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الامر الذي فاقم من خطر إنهيار الهدنة بوساطة دولية لمدة أسبوع وسط مخاوف متنامية بشأن أزمة إنسانية.

البرهان

ودعا قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان ، الامم المتحدة الى تغيير مبعوثها للسودان "فولكر بيرتس"، معتبرا أن الأخير شجع قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو "حميدتي" على التمرد.

وأشار مصدران عسكريان لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، الى إن قوات الجيش السوداني صادرت أسلحة وذخائر مهربة قادمة من دولة أجنبية.

وقالا أن شعبة الإستخبارات العسكرية لاحظت وجود نشاط لمجموعة تعمل في تهريب السلاح بولاية البحر الأحمر، وتعمل على إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية وإيصالها إلى المتمردين

بيان سعودي-أميركي

وأكدت السفارة الأميركية في الخرطوم في بيان مشترك، اليوم الجمعة، أن "السعودية والولايات المتحدة تلاحظان تحسنًا في احترام إتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد، والترتيبات الإنسانية في السودان".

وزارة الدفاع

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، دعت وزارة الدفاع السودانية الجنود المتقاعدين إلى حمل السلاح والتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم. لكنه أوضحت لاحقاً أن هذا الاستدعاء موجه إلى "الضباط وضباط الصف وجنود معاشي القوات المسلحة" من أجل تسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية.

وأشار متحدث باسم الجيش الى إن الاستدعاء سيكون طوعياً. لكن قانون القوات المسلحة السودانية الحالي ينص على بقاء الجنود المتقاعدين على قوائم الاحتياط، مما يجعلهم معرضين للاستدعاء إلى صفوف الجيش بصفة إجبارية. 

وتمّ التوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي تراقبه السعودية والولايات المتحدة، بعد معارك استمرت خمسة أسابيع في الخرطوم، واندلاع أعمال عنف والنهب في أجزاء أخرى من السودان، بما في ذلك منطقة دارفور غربي البلاد.

ويدور قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأدى لتفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار منطقة أوضاعها هشة أصلا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن "آلية مراقبة وقف إطلاق النار في السودان، رصدت انتهاكات محتملة للاتفاق تضمنت استخدام المدفعية والطائرات الحربية والمسيّرات".

وحذّرت واشنطن أيضا من أن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، تزود قوات الدعم السريع بصواريخ أرض جو لمحاربة الجيش السوداني، قائلة إنها "تساهم في نزاع مسلح طويل الأمد لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة".

ويعتمد الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على القوة الجوية بينما انتشرت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، في شوارع الخرطوم، واحتمت بها.

ولم يتضح مدى ما حققه أي من الجانبين من تقدم في الأسابيع القليلة الماضية. وقال سكان إن اشتباكات بين الجانبين اندلعت أمس الخميس في الخرطوم وأم درمان المجاورة ومدينة الأبيض الاستراتيجية إلى الجنوب الغربي.

وقال توبي هاروارد، منسق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن "جماعة مسلحة حاصرت مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور".

وأضاف :"الاتصالات السلكية واللاسلكية انقطعت، وهاجمت عصابات تجوب المدينة بدراجات نارية مستشفيات ومقرات حكومية ومكاتب منظمات إغاثة ومنازل".

وحدث الشيء نفسه في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، حيث انقطعت الاتصالات بين السكان لعدة أيام بعد مقتل نحو 510 أشخاص.

وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار يوم السبت الماضي بعد محادثات في جدة بوساطة السعودية والولايات المتحدة. وفشلت اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة في وضع حد للقتال.

ونزح أكثر من مليون شخص داخل السودان، وفرّ 319 ألفا إلى دول مجاورة يعاني بعضها من الفقر ومن تاريخ مماثل من الصراعات الداخلية. 

دارفور

عندما اجتاحت الحرب العاصمة السودانية الشهر الماضي، سرعان ما امتدت إلى إقليم دارفور في الغرب وأشعلت صراعا قديما ودفعت بموجة من اللاجئين عبر الحدود إلى تشاد.

ويربط السكان تجدد العنف في الجنينة ومناطق أخرى من دارفور بالصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم، مما سمح للميليشيات بأن ترتع في المنطقة بدون رادع.

وقال أشخاص قابلتهم رويترز إن الهجمات التي وقعت في الجنينة منذ أواخر نيسان/أبريل نفذتها ميليشيات "الجنجويد" التي تضم مسلحين يُعتقد عادة أنهم ينتمون إلى قبائل عربية بدوية ويركبون الشاحنات والدراجات النارية والخيول وهي نفس الميليشيات التي ولدت منها قوات الدعم السريع.

وتنفي قوات الدعم السريع التحريض على العنف في دارفور وتلقي باللوم على الجيش.

وذكر شهود أن الهجمات في الجنينة دمرت أسواقها وشبكة الكهرباء والمنشآت الطبية بها، مما أعاد إلى الأذهان ذكريات أعمال العنف الوحشية التي اندلعت في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

وزارة الصحة

وتقول وزارة الصحة السودانية إن ما يصل إلى 510 أشخاص قُتلوا في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، ونزح ما لا يقل عن 250 ألف شخص داخليا في ولاية غرب دارفور، بينما فر 90 ألفا آخرون إلى تشاد.

ومع انقطاع الاتصالات في الجنينة الآن، قدمت شهادة عبد الله لمحة نادرة عن الفوضى.

وقال "الأسلحة الثقيلة والمدافع الرشاشة تُطلق في كل مكان. عندما تخرج في الصباح، ترى ثقوبا جديدة في الجدران من الرصاص". وأضاف أن إمدادات المياه انقطعت وأن الطعام شحيح في المدينة التي غادرها.

رويترز

يقرأون الآن