يحيي لبنان اليوم الجمعة، الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 220 شخصًا على الأقل، وأصاب الآلاف، ودمّر مساحات شاسعة من المدينة.
وبهذه المناسبة، صدرت العديد من المواقف والتصريحات من قبل أحزاب وشخصيّات سياسيّة، وتوالت التغريدات والمواقف.
ميقاتي
وفي هذا الإطار، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في تغريدة على "تويتر": "بمناسبة الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت: لأن الحقيقة وحدها تبلسم الجراح، فإن الأمل، كلّ الأمل، بأن تظهر شمس العدالة في أقرب وقت، فترقد أرواح الشهداء بسلام ويتعزّى المصابون وذوو الضحايا".
وزير العدل
وتقدم وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال، هنري الخوري، من ذوي الضحايا "بأحرّ التعازي ويتوجه إلى جميع المعنيين بضرورة الإسراع في البت بالملفات العالقة التي تعيق عمل المحقق العدلي كما وبضرورة العمل على استكمال ملء المراكز الشاغرة في رئاسات غرف محاكم التمييز تمكينا للهيئة العامة من القيام بدورها".
وفي السياق، أكد وزير العدل أنه على يقين وبالرغم من كل الصعوبات التي تعيق مسار الملف، "بأن القضاء سيصل إلى النهاية المرجوة وسيبيّن كافة الحقائق وفاءً لدماء الشهداء وحمايةً لحقوق المتضررين".
مولوي
ورأى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أن "ما يعرقل عملية استئناف التحقيق في قضية إنفجار مرفأ بيروت، هو عدم وجود دولة في لبنان تطبق القانون".
وأكد في حديثٍ إذاعي أن "ما حصل في 4 آب لم يصب أهالي الضحايا فقط، إنما بيروت ولبنان وكلّ لبناني بالصميم"، مشدّدًا على أن "الخروج من هذا الموضوع يتطلب تحقيقًا وعدالة لإعادة حق أهالي الضحايا، وحق لبنان كله".
وأشار مولوي إلى أنه "لا يمكن أن نبني دولة صحيحة من دون أسس الحقيقة والعدالة والمحاسبة والمسؤولية، فمن دونهم انهارت الدولة على الصعد كافة"، معتبرا "عدم المسؤولية هو سبب الإنهيار وعدم قيام الدولة، ونحن لا نقبل أن يصبح مصير الملف طي النسيان لأن أحدًا لا ينسى الجرح والدمار الكبير الذي لحق ببيروت، ولا المصابين في وقت لا يزال الكثيرون على أسرّة العذاب والألم".
وفي رسالة وجهها مولوي لأهالي الضحايا والجرحى بإنفجار مرفأ بيروت، قال: "وجعكم هو وجع لبنان، وكل لبناني، وهو وجع الضمير الإنساني الذي لا يقبل هذه الجراح. ونحن نطلب تعاون كلّ دول العالم في كشف الحقيقة والوصول إلى نتيجة بالتحقيق، وفاء للضمير الإنساني ولبيروت"، داعيًا إلى "تعاون دولي في التحقيق لأن معطيات التحقيق الكاملة قد تكون غير متوفرة في الملف"، ومذكرًا بأن "القانون اللبناني لا يمنع استعانة جهات التحقيق اللبنانية بأي جهات أجنبية ممكن أن تكون لديها معلومات أو خبرات تقنية لكشف الجريمة".
وعلى صفحته "إكس"(تويتر سابقا)، غرد: "“٤ آب ٢٠٢٠ الساعة ١٨:٠٧ توقيت الدمار والجريمة الكبرى… أما توقيتنا نحن فهو ساعة إحقاق العدالة، استعادة دولة القانون والمؤسسات وكرامة المواطن، وكشف الحقيقة الآتية… لا محالة".
باسيل
ولفت رئيس "التيّار الوطني الحر" النّاب جبران باسيل، في "الذّكرى الثّالثة لأفظع جريمة"، إلى أنّ "انفجار المرفأ طالنا جميعًا، والحقيقة مخطوفة منّا جميعًا، والقضاء عاجز أو متواطئ على حسابنا كلّنا".
وأكّد، عبر مواقع التّواصل الإجتماعي، أنّه "ليس مقبولًا بعد 3 سنوات، أن يكون التّحقيق بهذا الشّكل، وألّا يكون هناك متّهمون فعليّون إلّا بالتّقصير الوظيفي، ولا أحد متّهم بموضوع النيترات أو باحتمال وقوع عمل إرهابي".
وركّز باسيل على أنّه "إذا رُفع الظّلم عن الّذين كانوا مخطوفين باسم العدالة، فذلك لا يكفي. على كلّ مسؤول يمتلك حسًّا أخلاقيًّا، أن يقدّم إفادته إلى القضاء من دون حجج، ويجب أن يقوم كلّ قاض بعمله من دون تسييس؛ ولكنّ ذلك أيضا غير كاف".
الحقيقة حق... ولو عبر التحقيق الدولي.#الذكرى_الثالثة_لإنفجار_المرفأ#دقيقة_مع_جبران pic.twitter.com/16olHdo1P4
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) August 4, 2023
وأعلن أنّ "من حقّنا أن نعرف إذا كانت هذه الجريمة هي فقط تقصير ومجموعة صدف، أو عملًا إراديًّا تخريبيًّا من قِبل إسرائيل أو غيرها"، جازمًا أنّه "ليس مسموحًا أن تبقى هذه الجريمة من دون عقاب. صحيح الذّكرى أليمة، لكن الألم يسكن في يوميّات النّاس، في بلد متفلّت من العقاب، لا يعاقَب فيه المجرم، ولا يُنصر فيه المظلوم".
كما ذكر أنّ "شعبًا بكامله سُرق، ولا يوجد عقاب كاف إلى حدّ الآن. مرفأ وعاصمة انفجرا، ولا يوجد تحقيق جدّي إلى حدّ الآن، ولا مؤشّر أنّ القضاء سيتحرّك. كأنّ الهدف كان أن يقوموا فقط بحملة سياسيّة، تحت عناون "كان يعلم"، مشيرًا إلى أنّ "اليوم، كلّكم تعلمون، فماذا تفعلون غير أنّكم أوصلتم النّاس إلى اليأس من دون عقاب وقضاء؟".
وشدّد باسيل على أنّ "لذلك، وبعد تجربة القضاء الأوروبي في الفساد المالي، أنا جبران باسيل، أكثر المعارضين للتّدخّل الأجنبي والدّولي في لبنان، أُطالب بتحقيق دولي بانفجار المرفأ، ولتظهر لنا الدّول حبّها وحرصها على لبنان والحقيقة فيه".
جعجع
ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن العدالة في تفجير المرفأ هي جزء من "كلّ"، وإذا لم يُعالج الوضع في لبنان، "من المؤكد أننا لن نحقّق العدالة".
واشار جعجع في حديث اذاعي إلى أنه "منذ اللحظة الأولى وبعد الحديث عن تحقيق خلال 5 أيام، لجأنا فورًا إلى لجنة تقصي حقائق دولية، لأننا لا نثق بالسلطة، وكنا مدركين بانها ستوقف التحقيقات".
وأضاف: "للأسف تفاجأنا، منذ 6 أشهر في خلال جولاتنا على الأوساط الدبلوماسية بأن الدول الـ5 الكبرى لا تريد الخوض في التحقيقات لأنها لا تريد إفتعال مشكلة اضافية مع إيران".
وشدد على وقوف "القوات اللبنانية" منذ اللحظة الأولى خلف التحقيق، مذكرًا بأنها وقفت في وجه محاولات وضع القضية بيد القضاء العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة النواب والوزراء.
كما توجه جعجع لأهالي الضحايا، قائلًا: "لن نترككم ونريدكم ألا تيأسوا وسنكمل حتى النهاية، لكن الأهم أن تعرفوا أن القضية لها علاقة بوضعية الدولة في المرحلة الماضية كلها، لذلك يجب أن نصبّ كل قوانا بالسلسلة نفسها للوصول إلى الحقيقة".
وأكد جعجع أنه "لو كان في سدّة الرئاسة في 4 آب عام 2020 ما كان حصل الإنفجار أصلًا في مرفأ بيروت، وكان يفترض أن تتم الأمور في الدولة كما يجب".
التقدمي الإشتراكي
وجدّد الحزب التقدمي الإشتراكي، "في الذكرى الثالثة للإنفجار الكارثي في مرفأ بيروت، تأكيد موقفه الحاسم إلى جانب عائلات الضحايا والمصابين والمتضررين في المطالبة باستكمال التحقيقات وإبعادها عن التسييس، وتحديد وتحميل المسؤوليات بشكل واضح إلى كل من تقع عليه شبهة التقصير أو الإهمال أو التورط في هذه الكارثة التي أدّت إلى ما أدّت إليه من مأساة لن تمحوها السنوات ولا التمييع ولا الصفقات ولا التدخلات المحلية أو الخارجية التي تسعى إلى طمس مسار التحقيق".
وأكد في بيان تمسّكه "بمطلب التحقيق الدولي بديلاً للمسار المتعثر من التحقيقات المحلية والتضعضع الذي يضرب القضاء في هذا الملف"، وقال: "يطرح مجدداً الأسئلة الأساسية التي كان طرحها منذ حصول التفجير حول من استقدم النيترات، ومن سمح بتخزينها ولمصلحة من، وكيف كان يتم تهريبها خارج المرفأ، ومن هي الجهة التي استعملتها وأين؟ إن الاجابات الشافية على هذه الأسئلة كفيلة بإماطة اللثام عن الجزء الأكبر من الحقيقة، وصولا الى إحقاق العدالة لأجل ارواح الشهداء ولأجل المصابين ولأجل بيروت ولبنان".
حركة أمل
أمّا المكتب السياسي لـ"حركة أمل"، فتوقف "بإجلال في ذكرى إنفجار مرفأ بيروت أمام هول ما حصل ونتائجه المدمّرة على العاصمة وأحيائها"، متذكراً "الشهداء والجرحى الأبرياء الذين دفعوا دمهم على مذبح الوطن".
وأكد في بيان أن "المسؤولية الأساس أمام كل المعنيين هي إنجاز التحقيقات وتصويب مسارها الدستوري والقانوني بما يؤمن تحقيق العدالة لأنفس وراحة الشهداء وعوائلهم، والتحلي بالمسؤولية الوطنية في إحترام الأصول بعيداً عن التسييس وإستغلال مصائب الناس لغايات ومصالح فئوية".
وجدد المكتب المطالبة مع كل المتضررين من هذه الجريمة، بأن "تتحمل الدولة بأجهزتها إستكمال إعادة إعمار وترميم المناطق المتضررة والتعويض بما يعيد الحياة اليها"، مشدداً على "ضرورة إطلاق ورشة إعادة إعمار مرفأ بيروت ليستعيد نشاطه ودوره الكامل في دورة الإقتصاد الوطني".
معوض
وأكد رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض، من تحرك 4 آب اليوم الجمعة، أن "قضية انفجار مرفأ بيروت ليست فقط قضية البيروتيين بل كلّ، اللبنانيين فهي قضية وطنية ونحن نخوض معركة العدالة المتزامنة مع قضية رفع الهيمنة عن الدولة وطالما المنظومة موجودة لن نرى محاسبة".
وتابع معوض: "سنكمل معركتنا حتى النهاية لتحقيق العدالة وتسليم وطن آمن لأولادنا ونحن لا نثق بأحد إلا بنفسنا، وسنستخدم كلّ الوسائل المتاحة أمامنا لتحقيق العدالة، ومررنا بتجربة المحكمة الدولية سابقًا التي علمنا بفضلها من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالأسماء".
السفير البخاري
من جهته، وقف سفير السعودية لدى لبنان وليد البخاري، دقيقة صمت تكريمًا لأرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وتضامنًا مع أهالي الضحايا "الذين نُشاطرهم ألمهم ونعلم كم هم توّاقون لمعرفة الحقيقة".
دقيقة صمت تكريمًا لأرواح ضحايا #انفجار_مرفأ_بيروت، وتضامنًا مع أهالي الضحايا الذين نُشاطرهم ألمهم ونعلم كم هم تواقون لمعرفة #الحقيقة. pic.twitter.com/xP0MUdO9MV
— Waleed A. Bukhari (@bukhariwaleeed) August 4, 2023
فرونتسكا
كذلك، أعلنت المنسقة ااخاصة للأمم المتحدة في لبنان، ايوانا فرونتسكا، وقوفها دقيقة صمت تكريمًا لأرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت، في وقت تتردد فيه صرخات المطالبة بالعدالة. وقالت: "3 سنوات على هذا الإنفجار المروع، وما زالت التحقيقات تراوح مكانها والأسى يتزايد. يحتاج لبنان إلى الحقيقة والعدالة والمساءلة لتجاوز هذه المحنة واستعادة مصداقية الدولة".
السفير الألماني
السفير الألماني لدى لبنان، أندرياس كيندل، أشار إلأى أنه بعد ثلاث سنوات من الوهم، "بيروت ستنهض مرة أخرى بدون عدالة ومساءلة وحقيقة".
#August4
— Andreas Kindl ?? (@GermanEmbBeirut) August 4, 2023
Three years after: it is an illusion that #Beirut will rise again without #justice #accountability #truth
?? Rania for ? https://t.co/mpgxnnbSGe pic.twitter.com/Zj8nmCPnbW
نادي قضاة لبنان
شدّد نادي قضاة لبنان على "ضرورة إستكمال التحقيق بقضية انفجار مرفأ بيروت بصورة سريعة ومن دون أي عراقيل".
واعتبر في بيان أن "نظام الإفلات من العقاب يُشكّل بحدّ ذاته جريمة بحق الوطن، ركنها المعنوي هو نية طمس الحقيقة وإخفاء معالمها وركنها المادي هو اغتيال العدالة".
وذكّر النادي بأن "الحلّ يكون بإقرار قانون فعلي لاستقلالية السلطة القضائية وبتعديل النصوص القانونية التي تعيق الملاحقة الجديّة والفعّالة".
طوني فرنجية
وشدد النائب طوني فرنجية في الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت، على أن "السعي الكامل لتبيان كل الحقيقة وتحقيق العدالة الصادقة هو السبيل الوحيد لبلسمة الجروح. الرحمة للشهداء".
طلال إرسلان
غرّد رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان عبر حسابه على "تويتر": "ثلاث سنوات مرت على مأساة من أكبر المآسي بتاريخ لبنان واللبنانيين، حدث هز العالم وغير حياة آلاف اللبنانيين وقلبها رأسا على عقب، مع ذلك استطاع النظام الحالي السائد في البلاد إخفاء الحقيقة وتمييع المسؤوليات واتهام أشخاص بريئين وغض النظر عن أشخاص معنيين. استطاع النظام أن يزيد الشرخ والإنقسام في الداخل في قضية أجمع الكون كله على فظاعتها. حقيقة انفجار 4 آب لا تموت ولن تموت والمسؤولون عنها سيكشفون ولو بعد حين وسيحاسبون فيها حساب القانون. وفي يوم الحساب".
جورج بوشكيان
من جهته، رأى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان في بيان أن "ذكرى الرابع من آب تركت أثرا بالغا في الذاكرة الشعبية وفي تاريخ الوطن، لا تنسى حتى إذا انكشفت الحقيقة وتحققت العدالة".
وقال: "لا يحل أحد مكان أهل الشهداء والضحايا المعذبين بفقدان أحبائهم. كما لن تعبر أي كلمة ولن تكفي أي مشاعر للتعاطف مع الأهالي. ولكن جريمة العصر لن تمر من دون الاقتصاص من المجرمين وتحقيق العدالة".
نديم الجميل
وقال النائب نديم الجميل: "من 3 سنوات، خسرت بيروت خيرة شبابها وشيبها وأطفالها. من 3 سنوات أهالي بيروت خسروا أحبابهم وبيوتهم. نصلّي اليوم لأرواح الضحايا ولعائلاتهم، ولكلّ متضرر. إرادتنا كبيرة وتعلقنا ببلدنا وبمدينتنا كبير، ومهما كانت الصعوبات رح ترجع بيروت ورح يرجع لبنان يقوم، بتضحيات شهدائه وايمان وتمسك أهله".
"الشعب يريد إصلاح النظام"
وأصدرت جمعية "الشعب يريد إصلاح النظام"، البيان التالي: "ثلاث سنوات مرّت والمجرم حرّ طليق بقرار قضائي وسياسي من المنظومة المتهمة بهذه الجريمة، أكثر من مئتي شهيد وألفي جريح فضلًا عن تدمير بيروت، ولا زال القضاء يصفي حسابات سياسية وشخصية على مذبح الشهادة والتضحيات. أيّ مشهد أكثر بذاءة ممّا نحن فيه في هذه المشهدية حيث يتم التعاطي مع جريمة العصر بالإستخفاف بآلامنا وأوجاعنا، حيث يسعى المولجون بكشف الحقيقة إلى طمسها وإخفاء الأدلة التي تبين المتورطين في هذه الجريمة".
وأكدت الجمعية استمرارها في دعم أهالي الشهداء والجرحى وجميع المتضررين، "وهي لن تتوانى عن رفع الصوت دائمًا، واتخاذ جميع الإجراءات الآيلة إلى كشف الجناة تمهيدًا لسوقهم للمحاكمة أمام القضاءين اللبناني والدولي".