لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

ياسر عودة: لن أسكت عن الحق ولن أكون شيطاناً أخرس

أثار قرار  "هيئة التبليغ الديني" في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان بحق عدد من المشايخ بينهم الشيخ ياسر عودة، جدلاً كبيراً في الشارع اللبناني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما تم التراجع عن القرار، توالت المواقف الداعمة للشيخ عودة.

ياسر عودة: لن أسكت عن الحق ولن أكون شيطاناً أخرس

أكد الداعية الإسلامي الشيخ ياسر عودة، "إن هناك جماعات عديدة تحاول إسكات الأصوات المعارضة داخل الطائفة الشيعية، بما فيها صوته".

وتعهد سماحته خلال مقابلة مع موقع "وردنا" بعدم الرضوخ إلا للحق حتى لو كلفه ذلك حياته.

وأكد أنه يرفض "فساد السياسيين الذين تحميهم السلطات الدينية".

وأثار قرار صادر عن "هيئة التبليغ الديني" في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، جدلاً كبيراً في الشارع اللبناني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

القرار سمى عدداً من المشايخ الذين اعتبرهم "غير مؤهلين للقيام بالإرشاد والتوجيه الديني والتصدي لسائر الشؤون الدينية والأحوال الشخصية المتعلقة بأبناء الطائفة الإسلامية الشيعية"، وعدد أسباباً ترتبط "إما بالانحراف العقائدي أو الانحراف السلوكي أو بالجهل بالمعارف الدينية وادعاء الانتماء للحوزة العلمية".

وجاء فيه، أن "المشايخ غير مؤهلين لارتداء الزي الديني وإنذارهم بخلعه تحت طائلة اعتبارهم منتحلي صفة رجل دين وإجراء المقتضى القانوني بحقهم".

نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب لم يطلع على القرار

أدى القرار الى انقسام داخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وقد تراجع عنه المجلس رسمياً في بيان، مؤكداً أنه "لا يعبر عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ولم يطلع عليه رئيس الهيئة العليا للتبليغ الديني نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب بغض النظر عن مضمونه".

وأضاف: "البيان الصادر عن هيئة التبليغ الديني يعتبر كأنه لم يصدر وينبغي التذكير بعدم نشر أي بيان باسم المجلس الشيعي ما لم يكن موقعاً من رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حصراً".

أول الأسماء في القائمة التي استهدفها القرار كان الشيخ ياسر عودة، المعروف بأنه من مدرسة المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله.

يقول الشيخ ياسر عودة لـ"وردنا" إن محاولات إزاحته "بدأت بدوافع دينية من قبل جهات داخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وتحول الأمر إلى استهداف سياسي فيما بعد"، على أثر مواقفه المعارضة للسلطة وللزعامات التقليدية وأحزابها.

وفي مقابلة تلفزيونية معه تلت إصدار القرار، صرح عودة بأنه "يحترم العمامة لكنه لا يقدس قطعة قماش"، وقام بخلع عمامته البيضاء على الهواء مباشرة، قائلا: "سأبقى ما أنا عليه أجهر بالحق ما دمت حيا ولن يسكتني إلّا الموت".

ورجح الشيخ ياسر عودة بتراجع المجلس عن قراره بأنه "ربما يكون تكتيكياً بعدما قاموا بامتحان رد فعل الشارع على القرار، وتبين لهم أنه قسم الشارع بين مؤيد ومعارض، وظهر أن هناك كثيرا من المتضامنين، وجاءت ردة الفعل عكسية لما أراده أصحاب القرار".

"وربما لقيام أحد السياسيين بالاتصال بالمجلس وطلب سحب القرار كما سمعت والله أعلم"، يضيف عودة، مبيناً: "السلاطين في الشرق دائما ما كانوا يحيطون أنفسهم برجال دين يغطون لهم مشاريعهم السياسية، ويحمونهم بعباءتهم لأجل مصالحهم الدنيوية والمراكز والأموال وخلافها. ما انقطع التاريخ عن وجود رجال دين مع سلاطين الجور".

ويزيد: "هناك قسم من الناس مع الأسف من الشيعة يكرهونني لأنني من مدرسة السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، وهناك قسم آخر يكرهني لأنه يعتبرني عدواً للمقاومة، وهذا افتراء".

في الوقت نفسه، يشير إلى "وجود تعاطف كبير مع حالته لمسه من الناس الذين لا يندرجون ضمن هاتين الفئتين".

الشيخ عودة: الفاسدون موجودون في لبنان والعراق

يذكر ان الشيخ عودة كان أغضب بعض اللبنانيين والعراقيين بسبب خطاب انتشر له على مواقع التواصل الإجتماعي حين قال: "أيا كان المدافع، وحتى ولو بكلمة واحدة، أي مشرّع، أو وزير أو قائد في لبنان والعراق، فهو كاذب، وفاسد وشريك معهم".

وأضاف عودة:"انتشر هذا الخطاب في العراق وأثار غضب السياسيين والمنتفعين وخاصة الشيعة"، متسائلا:"كيف يمكن أن تعاني دولة غنية بالنفط من بنية تحتية متداعية ويعيش الكثير من مواطنيها في فقر؟".

كما انتقد عودة بعض القادة الدينيين في الحوزة، المدرسة الدينية بمدينة النجف العراقية المقدسة لدى الشيعة، وهو ما أثار غضب بعض الشخصيات المؤثرة في المدينة التي تضم أحد أقدس الأضرحة الشيعية.

وأيّد عودة الاحتجاجات المناهضة للفساد، التي اندلعت في العراق ولبنان عام 2019، والتي تم قمعها في لبنان والعراق.

وقال عودة: "الثنائي الشيعي لا يحبونني، لأني أتهمهما بسوء الإدارة والفشل والمشاركة في الفساد في البلاد بالتوقيع على جميع القوانين التي تهدر الأموال العامة"، مشيرا إلى عقود من الفساد وسوء الإدارة التي ألقت بلبنان في أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث.

ووصف عودة الهجمات الأخيرة ضده، بما في ذلك بيان الهيئة العامة للتبليغ الديني، بأنها "قتل معنوي، قتل بلا رصاصة".

وردا على سؤال عما إذا كان خائفا على حياته، قال: "لا أخشى أحدا ولا أخاف الموت فهو حق علينا، ولن تثنيني أي جهة مهما كانت عن قول الحقيقة كما هي، ولا عن نقل وجع الناس".

وختم قائلا: "ضقنا ذرعاً بكل القابضين على مستقبل ومصير هذا البلد، فهم وأزلامهم بخير وما دونهم لا يعرفون الخير".

يقرأون الآن