أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن هدوءا حذرا يسود مخيم عين الحلوة في ساعات المساء بعدما خرق طرفا النزاع "فتح" والإسلاميين قرار وقف إطلاق النار الذي استمر منذ السابعة والنصف مساء حتى العاشرة، حيث سمع إطلاق نار كثيف على محور جبل الحليب حطين.
واعلنت مدارس جمعية المقاصد وفروع الجامعة اللبنانية ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي تمديد قرار اقفالها حفاظاً على سلامة الجميع .
وكانت اشتدت وتيرة الإشتباكات بين حركة "فتح" و"المجموعات الإسلامية" خلال النهار عند جبهة محور حطين جبل الحليب داخل مخيم عين الحلوة، وتستخدم الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية. ووصل الرصاص الطائش إلى سوق الحسبة، عند مدخل صيدا الجنوبي واخترق أحد المخازن.
كما خرقت رصاصة طائشة عربة خضار عند الكورنيش البحري.وكذلك أصيبت امرأة بشظيّة في الكتف في مسجد الموصلّي في صيدا نتيجة سقوط قذيفة بالقرب من المسجد، و قد عملت فرق الإسعاف و الطّوارئ في "الجمعيّة الطبيّة الاسلاميّة" على إسعافها و نقلها إلى مستشفى الهمشري.
ووصل القصف أيضًا الى محطة "توتال" على طريق مغدوشه للقصف.
جرحى
كما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، بأنّه تم نقل أحد المطلوبين البارزين من "تجمع الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة المدعو عزالدين ابو داود (ضبايا)، إلى مستشفى الراعي مصابًا بجروح خطيرة خلال اشتباكات المخيم، وبالتزامن حضرت قوة من استخبارات الجيش إلى المكان.
ويشار إلى أنّ "ضبايا" هو أحد المطلوبين الثمانية، المتهمين بجريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه.
وأدت الإشتباكات المستمرة داخل مخيم عين الحلوة في يومها الخامس، إلى مقتل شخص وجرح عدد من الاشخاص حيث اشتدت وتيرتها فجرًا بعد هدوء نسبي خلال الليل، كانت تخرقه رشقات الرصاص والقاء القنابل بين الحين والآخر لتعود وتشتد صباحا ولا سيما على محوري حطين جبل الحليب ورأس الاحمر - الطيري وعلى طول الشارع الفوقاني، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، فيما طاول رصاص القنص الاحياء والمناطق المجاورة في مدينة صيدا، كما وتم إغلاق مدخل صيدا الجنوبي من منطقة الحسبة وتحويل السير إلى الطريق البحرية بعدما طاوله رصاص القنص، وأغلقت القوى الأمنية طريق مغدوشة - السيدة.
وخلال الليل، تطايرت شظايا القذائف في أماكن مختلفة من مدينة صيدا، مما أدى إلى وقوع إصابات مختلفة بين المدنيين، كما سجلت إصابات جراء انفجار قذيفة بين حي الصفوري وحي حطين داخل المخيم، ولم تسلم نقطة الجيش المتواجدة في المحور نفسه من نيران الطرفين المتنازعين، ما أدى إلى جرح 5 من العسكريين، حال أحدهم حرجة، بحسب بيان صادر عن الجيش.
البزري يلتقي المفتي سوسان
إلتقى النائب عبد الرحمن البزري مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان حيث تركّز البحث على الأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة وتداعياتها على صيدا والجوار، والمخاطر والأضرار التي تُحيط بالمواطنين وأرزاقهم ومعيشتهم، وتم التشديد على "ضرورة الوقف الفوري للإشتباكات والعمل على منع تكرارها، وذلك لما تسببه من أضرارٍ فادحة على المدينة وأهلها وعلى الفلسطينيين وقضيتهم".
"حماس" لبنان تندد باستهداف الجيش
نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان في بيان، "استهداف مركزَيْن عائدَيْن لوحدات الجيش الوطني اللبناني المنتشرة في محيط مخيَّم عين الحلوة بثلاث قذائف، والتي أدت إلى إصابة 5 عسكريين".
واعتبرت أنه "عمل مشبوه يهدف إلى المسِّ بالجيش وسيادة لبنان، كما يهدف إلى خلط الأوراق وتوجيه الأحداث في المخيَّم إلى مساحات خطِرة لا تُحمد عقباها."
وتمنت الشفاء العاجل للعسكريين، منوهة "بمناقبيَّة الجيش الوطني اللبناني وصبره وحرصه على شعبنا الفلسطيني، وننظر بفخر واعتزاز الى دوره الوطني في مواجهة العدو الصهيوني ببسالة".
فصائل منظمة التحرير
ودانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، في بيان، استهداف مراكز للجيش اللبناني حول مخيم عين الحلوة والذي اوقع خمسة جرحى في صفوف العسكريين. واعتبرت ان "استهداف الجيش اللبناني عمل مشبوه يضر بالقضية الوطنية الفلسطينية ويخدم أعداء الشعبين الفلسطيني واللبناني وفي مقدمتهم العدو الصهيوني".
واكدت "اننا في قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية نعتز بالعلاقة الطيبة مع الجيش اللبناني وقيادته الحكيمة والحريصة على أمن واستقرار أبناء شعبنا في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان"، متمنية للجرحى من عناصر الجيش اللبناني الشفاء العاجل.
تحالف القوى الفلسطينية
نددت قيادة "تحالف القوى الفلسطينية" في لبنان في بيان، "استهداف مركزين للجيش اللبناني المنتشر في محيط مخيم عين الحلوة، ما أدّى إلى إصابة 5 عسكريين"، متمنية لهم الشفاء العاجل، معتبرة أن "الاستهداف عمل مشبوه وله دلالات خطيرة".
ونوهت "بالمسؤولية والمناقبية العالية للجيش الوطني اللبناني والتي تجلت بصبره وحرصه على حياة شعبنا الفلسطيني وأمنه"، معبّرة عن اعتزازها "به وبدوره البطولي في مواجهة العدو الصهيوني".
اقفال السرايا والمؤسسات العامة والجامعات
الى ذلك أعلن محافظ الجنوب منصور ضو في بيان "إقفال إدارات سرايا صيدا يوم الاثنين بسبب المستجدات الأمنية التي طرأت على الأوضاع في مخيم عين الحلوة .
كما أعلنت الإدارة العامة لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي في بيان عن "توقف العمل في المركز الرئيسي في صيدا الأثنين، بسبب عدم استقرار الأوضاع في المدينة نتيجة استمرار الاشتباكات في مخيم عين الحلوة".
وطلبت من مصلحتي التوزيع والانتاج "اتخاذ ما يلزم من اجراءات لإنجاز أعمال الصيانة الضرورية والطارئة في المحطات والشبكات، ومعالجة كل ما يؤثر على حسن سير المرفق العام وعلى استمرارية التغذية بالمياه."
كما أعلن مدير "جامعة الجنان" في صيدا الدكتور محمد النادري في بيان "استمرار إغلاق الجامعة حرصا على سلامة الأساتذة والموظفين والطلاب والعمال، ويؤجل بدء العام الجامعي حتى إشعار آخر."
كذلك اعلن رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا محمد فايز البزري "استمرار إقفال مكتب ومدارس الجمعية."
وأشارت "ثانوية الفرقان" في بيان إلى "تأجيل جميع امتحانات الدخول ونشاطاتها التي كانت مقررة الأثنين، إلى موعد يُحدد لاحقًا تبعا للمستجدات الأمنية".
حزب الله
أعرب "حزب الله" عن أسفه لما يحصل في مخيم عين الحلوة لناحية الاشتباكات الدائرة خاصة بعد سقوط ضحايا، مشددًا على أن هذا الإقتتال ما هو إلا لمصلحة العدو الصهيوني.
وأشار حزب الله ببيان صادر عنه: "يعرب حزب الله عن بالغ أسفه للاقتتال الدائر منذ أيام في مخيم عين الحلوة والذي أدى الى سقوط عدد من الضحايا والجرحى وتدمير الممتلكات وتهجير جديد لابناء الشعب الفلسطيني. وطالت شظاياه المناطق المجاورة والمجمعات الدينية والمؤسسات التربوية ونقاط الجيش اللبناني والطرقات القريبة. اننا نؤكد بشكل صريح لا مجاملة فيه لأحد اننا ضد هذا الاقتتال ونرفضه بالمطلق. ونعتبر ان المستفيد الوحيد منه هو العدو الصهيوني، والمتضرر الاكبر منه هو الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية. ففي الوقت الذي يخوض فيه مجاهدو المقاومة الفلسطينية في الداخل أعظم الملاحم لتحرير تراب فلسطين...يحصل هذا القتال العبثي في مخيم عين الحلوة والذي يدمر البشر والحجر ويعمق المأساة ويضر بشكل كبير بالوحدة الوطنية الفلسطينية ومستقبل العمل الوطني".
ودعا الحزب الى وقف لاطلاق النار بشكل فوري والالتزام بكل مندرجات وآليات الحل التي يتم التوافق عليها في اطار العمل الوطني الفلسطيني بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوى الفاعلة والمؤثرة.
القوات
واعتبرت القوّات اللبنانيّة في منطقة صيدا - الزهراني في بيان، إن "تمادي المُسلّحين في مخيّم عين الحلوة، واشتداد وتيرة المعارك التي ينتج عنها تعرّض مدينة صيدا والمناطق والبلدات المُحيطة بالمخيم إلى رصاص وقذائف، يُؤدي إلى إصابات في الأرواح وخسائر في الممتلكات والسيارات، هذا عدا عن المأساة المُستجدّة والمتمثلة بنزوح المدنيين من المُخيم إلى خارجه وفرض حالة إنسانية كارثية تُضاف إلى ملف النزوح المتفجر. وكأن الشعب اللبناني لا يكفيه ويلات ومصائب وانهيار، وأن قدره مراكمة الويلات وتحمّل أعبائها."
واوضح البيان بانه "حيال هذا المشهد القاتم، لا يُمكننا إلا رفع الصوت، ومُطالبة الجيش اللبناني وكل مؤسسات الدولة اللبنانية بالعمل الجدّي والفاعل لوقف هذا المسلسل الذي بدأ يأخذ أبعاداً خطيرة، من خلال تدبير جذري يحفظ حقوق المواطنين ويصون كراماتهم، ويبدأ بتسليم كل سلاح غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً الى الجيش اللبناني، وما لم تتم هذه الخطوة، فإن لبنان سيبقى رهينة مختطفة على أيدي أصحاب السلاح المُمانع الذي يُستخدم لترهيب اللبنانيين وليس لتحرير فلسطين والقدس والأقصى والجولان".
