تتجه الأنظار اليوم الى نيويورك التي يُفترض ان تحضر في كواليسها، الازمة الرئاسية اللبنانية، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماع يعقده ممثلو "الخماسي الدولي".
في الغضون بقيت المواقف على حالها: المعارضة ترفض الحوارات وتطالب بجلسة انتخابية بدورات متتالية مع استعدادها للبحث في اي اسم توافقي. اما حزب الله وحلفاؤه، فيصرّون على التحاور مع القوى الاخرى والجلوس معهم على طاولة قد يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ويرأسها نائبه الياس بوصعب، الا انهم مع كل حماستهم للحوار، يتمسكون بمرشحهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وإضافة الى الجهد الدولي تردد أن الموفد القطري قد يصل الى بيروت مطل الاسبوع، وسيسعى الى تذليل العقبات وسيعمل لإقناع الاطراف جميعهم بأن لا بد من الذهاب نحو اسم ثالث.
نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اشار الى ان "اليوم الطريق الوحيد الإيجابي والمفتوح أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو طريق الحوار وهذا الطريق هو طريق حوار ليس مرتبطا للوصول إلى نتيجة، وإن كان الأفضل أن يصل إلى نتيجة، فقط أن نجلس معا لنتحاور لأننا سنعيش في البلد معا، ألا يمكن أن نتحدث مع بعضنا؟ وهذا يفتح الطريق أمام انتخاب الرئيس. اليوم كل من يرفض الحوار مسؤول عن الخلل والتدهور وتأخير انتخابات رئيس الجمهورية. قد يكون الحوار لمجرد أن نتحاور وقد لا نصل إلى تفاهم، أما بالعناد والتحدي والتعطيل لن يكون لبنان لكم ونحن لا نريد لبنان لنا وحدنا بل لكل أبنائه، ومن دون خطة إنقاذ لا يمكن إعادة حقوق المودعين وإنقاذ المدارس الرسمية والجامعة ومعالجة الصحة والاستشفاء وتوفير العدل وتحقيق التنمية والاقتصاد وتحرير الأرض، وهذا يحتاج الى رئيس لا إطالة أمد الفراغ بالأنانية يمكن أن يحقق الأهداف، ولا محاولة الاستحواذ على السلطة يمكن أن تؤدي الى انتخاب رئيس". اضاف "الأحجام القيادية والسياسية معروفة، ولن يتمكن المتوترون وأصحاب التصريحات اليومية عالية السقف إلا التدهور والخراب ونحن نريد مع الشرفاء إعمار البلد وإنقاذه، يبدو ان الامور لم تنضج بعد، ولكن الوقت لن يأتي بالمعجزات، كل وقت نخسره يزيد الخسائر بلا فائدة. أتمنى ان يستيقظ ضمير هؤلاء المعاندين من أجل أن يتعاونوا مع أبناء وطنهم لانجاز هذا الاستحقاق".
بدوره، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب حسين خريس أن "من يرفض الحوار خاصة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو يسعى لإبقاء أزمة البلد مفتوحة، لا سيما وأن أزمات البلد تتفاقم أكثر فأكثر، لذلك نؤكد أن الوقت ليس لمصلحة أحد، فتعالوا إلى كلمة سواء، واستجيبوا إلى دعوة الرئيس بري لأجل الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية".
وسط هذا التعثر السياسي وعلى وقع تأنيب وجهه صندوق النقد الدولي الى الطبقة السياسية اللبنانية لعدم تطبيقها اي من الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة الاقتصادية – المالية التي تعصف بلبنان، غادر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ووفد رسمي، بيروت متوجهين الى نيويورك، للمشاركة في إفتتاح الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والنشاطات التي تقام على هامشها. وخلال وجوده في نيويورك وعلى هامش اعمال الدورة ستكون للوزير بوحبيب سلسلة لقاءات واتصالات لبحث قضايا لبنانية واقليمية.