وصل الوالد المكلوم محمود عدنان شور الى مطار بيروت، اليوم الإثنين، حيث اعتاد أن تلقاه بناته الثلاث تالين وريماس وليان بالورود، لكنه هذه المرة سيكون وحيدا في ظل وجود زوجته هدى في المستشفى تعالج من الشظايا التي ملأت جسدها، على أن يواري بناته، ضحايا الغارة الإسرائيلية أمس على سيارة جدتهن، الثرى غدا الثلاثاء عند الساعة الـ10.30 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وقد بدا الوالد في حالة انهيار حيث استقبلته عائلته.
في طريق النزوح
كانت الأخوات ريماس ودالين وليان شور يتجهزن للإنتقال إلى بيروت لتلقي التعليم هناك بصورة مؤقتة بسبب الاشتباكات المتصاعدة بين إسرائيل ومسلحي حزب الله في جنوب لبنان.
وقال خالهن سمير أيوب الذي شاهد الضربة حيث كان على الطرق نفسها بسيارته الخاصة "للأسف لم أستطع إخراج الأطفال الذين يصرخون ويطلبون الإنقاذ والنجدة وهم يحترقون أمام أعيني". وبكى وهو يحكي القصة ويتذكر كلمات مثل "خالي" و"أنقذ أولادي".
وأضاف أن الفتيات احترقن حتى الموت داخل السيارة.
وأدلى أيوب، وهو صحافي محلي، بهذه التصريحات لرويترز اليوم الاثنين بينما كان يتفقد حطام السيارة. وكان يرفع الكتب المدرسية والحقائب المتفحمة بسبب الانفجار.
وتساءل "هل هذه كتب الإرهابيين المدرسية؟".
وتبلغ الشقيقات الثلاث من العمر 14 و12 و10 أعوام، وهن أحدث ضحايا الحرب الدائرة في الشرق الأوسط التي بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر .
"الأطفال كانوا يلعبون"
ويقول سمير أيوب إنه يعتقد أن طائرة إسرائيلية مسيرة نفذت الهجوم، وكان من السهل رؤية أن السيارة كانت تقل أطفالا.
وقال إن "الأطفال كانوا يلعبون" بالقرب من السيارة قبل أن يركبوها.
وقال هو وأفراد آخرون من عائلته إن المنطقة تعرضت لقصف في الصباح لكنه توقف، ولم يسمعوا سوى صوت طائرات مسيرة في السماء قبل الانفجار. ولم تتمكن رويترز من التحقق مما قاله أيوب.
وقالت أحلام إبراهيم، وهي أيضا من الأقارب، إنها لا تتوقع أن يكون هذا الفصل المظلم الأحدث في جنوب لبنان هو الأخير. وأضافت أن هذا ليس جديدا على إسرائيل وأن هذه ليست المرة الأولى التي يكابدون فيها مثل هذه الأمور.
موعد التشييع
دعت عائلة الجدة "الشهيدة الحاجة سميرة عبد الحسين ايوب (ام عدنان) وحفيداتها الثلاث: ريماس وتالين وليان محمود شور ، وعموم أهالي بلدات: عيترون وعيناثا وبليدا، إلى المشاركة في تشييع الشهيدات المظلومات على طريق القدس، غدا الثلثاء في العاشرة والنصف قبل الظهر في جبانة بلدة بليدا".