استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الأربعاء، في دار الفتوى النائب وائل أبو فاعور، الذي قال بعد اللقاء: "دائما هناك حاجة للقاء سماحته والوقوف على رأيه والإستزادة من حكمته. واليوم كان لي الشرف بهذا اللقاء. طبعًا، لا يجوز ولا يمكن أن نلتقي بسماحة المفتي إلاّ وأن يكون العدل والحق هو الجامع في هذا اللقاء، ولا يجوز إلاّ أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في هذا اللقاء. اليوم القضية الفلسطينية باتت معيارًا للإنسانية ومعيارًا للأخلاق، ودماء أطفال فلسطين والشعب الفلسطيني هي التي تضع الحد الفاصل بين ما هو إنساني وما هو وحشي".
ورأى أبو فاعور أنّ "القضية الفلسطينية اليوم للأسف مع هذه الأثمان الكبرى، التي تدفع من قبل الشعب الفلسطيني في هذه المحرقة الجديدة، محرقة العصر الجديد، لم تعد معها القضية الفلسطينية قضية قومية فحسب، أو قضية دينية أو سياسية، بل باتت قضية أخلاق. وبموازاة وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني كان هناك اتفاق مع سماحته على أن هذا الأمر لا يتعارض على الإطلاق مع حماية لبنان من العدوانية الإسرائيلية، وعدم السماح بتحرير هذه العدوانية، التي طالما كانت كامنة للنيل من لبنان، والنيل من استقراره وأمنه".
أضاف: "أيضًا، كان الاتفاق مع سماحة المفتي حول أولوية الأولويات، القضية الجليلة التي لا تتقدم عليها قضية أخرى، وهي في واقعنا الوطني انتخاب رئيس للجمهورية. لا يجوز أن يتذرع بعضنا بأننا مشغولون بما يجري في فلسطين، بالعكس ما يجري في فلسطين وعلى حدود لبنان وومن اعتداءات إسرائيلية، وما يجري في الداخل من أزمة اقتصادية ومعيشية واجتماعية يجب أن يكون دافعًا للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وليس الإنتظار".
شدّد على أنّه إلى "حين حصول هذا الأمر الذي نتمنى أن يحصل في أسرع وقت ممكن، لا يجوز العبث او التهاون في استقرار المؤسسات الضامنة لحياتنا الوطنية، تحديدًا مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية، واعتقد أنّ الجميع يدرك ويعترف بأن الجيش اللبناني، المؤسسة العسكرية، اليوم هي الخيمة التي تحمي هذا الإستقرار اللبناني، ولا يجوز إخضاعها للتجاذبات السياسية أو للمزاجيات السياسية، لذلك دعا الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي، ويدعوان مجددًا من هذا المنبر إلى ضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون وتعيين مجلس عسكري لضمان استقرار المؤسسة الذي يعني استقرارًا للبنان. نأمل أن يسلك هذا الأمر طريقه الى التحقق في القريب العاجل وليس من منطلق سياسي وليس لدينا غاية سياسية في هذا الأمر، ولكن لدينا شعور بالضرورة الوطنية نأمل أن يسلك طريقه الى التحقق بما يحمينا من المزيد من المخاطر".