تحت مسمى "المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات"، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن البلدان التي تسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة عليها أن تتكاتف لمواجهة التحدّي الذي تشكّله هذه الجهة.
كما كشف عن أن التحالف الجديد "عملية حارس الازدهار"، يضمّ 10 بلدان بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبحرين.
وقال أوستن "إن الدول المشاركة تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، مضيفاً أنهم سيقومون بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن".
ورأى "أن هذا تحد دولي يتطلب عملا جماعيا، ولم يجب بيان أوستن عن العديد من الأسئلة، ومنها ما إذا كانت تلك الدول مستعدة لفعل ما فعلته السفن الحربية الأميركية في الأيام القليلة الماضية من إسقاط صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون والاندفاع لمساعدة السفن التجارية التي تتعرض للهجوم."
الحوثيون مصرّون!
يشار إلى أنه ومع تصاعد الهجمات على السفن في ممرات ملاحية تستهدفها عناصر الحوثي، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية، عملت مع الحلفاء والشركاء على معالجة التهديد، عبر توسيع فرقة العمل 153 المعنية بأمن البحر الأحمر، في إطار القوات البحرية المشتركة.
واتهمت الوزارة إيران بأن لها دورا مباشرا في هذا المستوى المحدد من الاعتداءات التي يقوم بها الحوثيون، حيث قامت بتسليحهم وتدريبهم وتمويلهم وتجهيزهم.
وكان الحوثيون شنوا خلال الفترة الماضية عدة هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر.
أهم الطرق البحرية
ويُعدّ البحر الأحمر أحد أهم الطرق في العالم لشحنات النفط والغاز الطبيعي المسال، وكذلك للسلع الاستهلاكية.
وأوقفت شركات نقل عديدة جميع عملياتها عبر البحر الأحمر بعد الهجمات الأخيرة على السفن من قبل الحوثيين.
وبدلا من استخدام مضيق باب المندب، سيتعين على السفن الآن أن تسلك طريقا أطول للتنقل حول جنوب أفريقيا، مما قد يضيف حوالي 10 أيام إلى الرحلة ويكلف ملايين الدولارات، ويقدّر خبراء أن حوالي 30% من تجارة الحاويات العالمية تمر عبر قناة السويس.
وارتفعت أسعار النفط والغاز الطبيعي بشكل حاد، وسجل النفط مكاسب حادة على الأخبار. وارتفع خام برنت، أهم مؤشر عالمي، بنسبة 2.7 % إلى 78.64 دولارا للبرميل، في حين ارتفع النفط الأميركي بنسبة 2.8% إلى 73.44 دولارا للبرميل.
تهديد واضح للأمن الدولي
وعدّ الباحث مايكل نايتس، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه خلال حرب غزة، برز الحوثيون كونهم "العضو الأكثر تقبلا للمخاطر في محور المقاومة الإيراني، خاصة مع تشكيلها تهديدا واضحا لحرية الملاحة الدولية".
ورجح تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض، أن يكون هناك "تنسيق تكتيكي بين طهران والحوثيين، وربما بعض الاتفاق على الإستراتيجية، وهي اتهامات ليست بعيدة المنال".
ومنذ بدء الحرب في غزة، تعهد الحوثيون بدعم المقاومة الفلسطينية بكل السبل الممكنة، وبالفعل أُطلقت صواريخ عدة متوسطة المدى، أُسقطت قبل أن تصيب أهدافها في إسرائيل.