في بشرى قد تسعد آلاف المصابين بهذا المرض حول العالم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام، أن العلماء الروس على وشك إنتاج لقاحات للسرطان يمكن أن تكون متاحة قريباً.
إلا أنه لم يوضح أنواع السرطانات التي تستهدفها تلك اللقاحات المرتقبة أو كيف تعمل.
خبراء وأطباء أكدوا أن فكرة إنتاج لقاحات مضادة للسرطان تمتد لأكثر من 20 عاماً حيث حاول العلماء البحث عن لقاحات بالفعل تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم.
كما أوضحوا أنها "تشبه فكرة وجود لقاح للتطعيم العادي ضد الفيروسات والأوبئة، حيث تعتمد على وجود انزيمات الحمض النووي الريبوزي التي تعمل على إصلاح الخلل الموجود في الأحماض النووية في خلايا الجسم والمؤدي لحدوث السرطان" .
وأشاروا إلى أن اللقاح يتكون من حامل للفيروس أو ما يعرف بالغلاف الفيروسي، وبه فيروس معروف بقدرته على مهاجمة خلايا الجسم والانتشار، ويتم تفريغه من الحامض النووي الخاص به، ثم وضع الحامض النووي المطلوب إصلاحه في الجسم داخل هذا الفيروس ومزجه بالأنزيم القادر على إصلاح هذا العطب والخلل المؤدي للسرطان، وكل ذلك يحدث قبل الوصول لمرحلة الورم السرطاني في الأساس.
خبراء في بريطانيا يعملون على لقاح ضد السرطان
وأعلن قبل أيام عن جهود يبذلها خبراء في المملكة المتحدة للبدء باختبار لقاح جديد ضد الأورام السرطانية الصلبة مثل سرطان الجلد الميلانيني.
يحتوي اللقاح الجديد على جزيء جيني يسمى "إم أر إن إيه" يعمل على إنتاج بروتينات معينة. ويوجه اللقاح الخلايا إلى صنع البروتينات الموجودة عادة في الأورام الصلبة السرطانية، لتقديمها إلى جهاز المناعة في الجسم ومحاربة الخلايا السرطانية.
وقد تلقى أول مريض في المملكة المتحدة عمره 81 عاما جرعة من لقاح جديد للسرطان مصمم لعلاج سرطانات الأورام الصلبة، مثل سرطان الجلد الميلانيني.
وتعمل لقاحات السرطان العلاجية كنوع من العلاج المناعي، حيث تساعد في تدريب جهاز المناعة على محاربة الخلايا السرطانية. وتختلف عن اللقاحات التي تمنع السرطان، مثل لقاح فايروس الورم الحليمي البشري الذي يعتبر فعالا في الوقاية من سرطان عنق الرحم.
وكشف بيان صادر عن صندوق إمبريال كوليدج للرعاية الصحية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، إحدى المؤسسات التي تجري التجربة العالمية، أن اللقاح الجديد الخاضع للاختبار في المملكة المتحدة وأماكن أخرى حول العالم، وهو “إم أر إن إيه ـ 4359″، يحتوي على جزيء جيني يسمى “إم أر إن إيه” ينقل التعليمات إلى أساس بناء البروتين في الخلايا، ما يدفعه إلى إنتاج بروتينات معينة.
ويقول الدكتور ديفيد بيناتو، العالم السريري في قسم الجراحة والسرطان في إمبريال كوليدج لندن، "مازال هذا البحث في مراحله الأولى وقد يستغرق عدة سنوات حتى يصبح متاحا للمرضى. لكن هذه التجربة تضع الأساس الحاسم الذي يقربنا نحو علاجات جديدة من المحتمل أن تكون أقل سمية".
أبزر أنواع اللقاحات ضد السرطان
لقاحات علاج السرطان هي نوع من العلاج المناعي الذي يعالج السرطان عن طريق تقوية دفاعات الجسم الطبيعية ضد المرض، وذلك وفقا للمؤسسة الوطنية للسرطان في الولايات المتحدة.
على عكس لقاحات الوقاية من السرطان، تم تصميم لقاحات علاج السرطان لاستخدامها في الأشخاص المصابين بالمرض بالفعل، فهي تعمل ضد الخلايا السرطانية، وليس ضد شيء يسبب السرطان.
الفكرة وراء اللقاحات العلاجية هي أن الخلايا السرطانية تحتوي على مواد تسمى المستضدات المرتبطة بالورم، والتي لا توجد في الخلايا الطبيعية، أو إذا كانت موجودة، فتكون بمستويات أقل. يمكن للقاحات العلاجية أن تساعد الجهاز المناعي على تعلم كيفية التعرف على هذه المستضدات والتفاعل معها وتدمير الخلايا السرطانية التي تحتوي عليها.
يمكن تصنيع لقاحات علاج السرطان بـ3 طرق رئيسية.
1- الخلايا السرطانية
يمكن أن تكون مصنوعة من الخلايا السرطانية الخاصة بالشخص المصاب. وهذا يعني أنها مصنوعة خصيصًا بحيث تسبب استجابة مناعية ضد السمات الفريدة لسرطان الشخص المصاب.
2- المستضدات
قد تكون اللقاحات مصنوعة من المستضدات المرتبطة بالورم والتي توجد في الخلايا السرطانية لدى العديد من الأشخاص المصابين بنوع معين من السرطان. مثل هذا اللقاح يمكن أن يسبب استجابة مناعية لدى أي مريض ينتج سرطانه هذا المستضد. ولا يزال هذا النوع من اللقاحات قيد التجربة.
3- الخلايا الجذعية
قد تكون اللقاحات مصنوعة من الخلايا الجذعية الخاصة بالشخص المصاب وهي نوع من الخلايا المناعية. وتعمل لقاحات الخلايا الجذعية على تحفيز جهازك المناعي للاستجابة لمستضد موجود على الخلايا السرطانية.
تمت الموافقة على لقاح الخلايا الجذعية، وهو (sipuleucel-T)، والذي يستخدم لعلاج بعض الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم.
يوصف أحيانًا نوع مختلف من علاج السرطان، يسمى علاج فيروس الورم، كنوع من لقاح علاج السرطان. ويستخدم فيروس حال للأورام، وهو فيروس يصيب الخلايا السرطانية ويدمرها ولكنه لا يضر الخلايا الطبيعية.
أنواع السرطان التي يتم علاجها باللقاحات
يستخدم (Sipuleucel-T) لعلاج الأشخاص المصابين بسرطان البروستاتا:
يستخدم "تي-فيك" لعلاج بعض الأشخاص المصابين بالورم الميلانيني -نوع من سرطان الجلد- الذي يعود بعد الجراحة ولا يمكن إزالته بمزيد من الجراحة.
يمكن أن تسبب لقاحات علاج السرطان آثارًا جانبية تؤثر على الأشخاص بطرق مختلفة. وستعتمد الآثار الجانبية التي قد تعاني منها وكيف تشعر بها على مدى صحتك قبل العلاج، ونوع السرطان الذي تعاني منه، ومدى تقدمه، ونوع اللقاح العلاجي الذي تحصل عليه، والجرعة.
لا يمكن للأطباء والممرضات أن يعرفوا على وجه اليقين متى أو ما إذا كانت الآثار الجانبية ستحدث أو مدى خطورتها. لذا، من المهم معرفة العلامات التي يجب البحث عنها وماذا تفعل إذا بدأت تواجه مشاكل.
يمكن أن تسبب لقاحات علاج السرطان أيضا أعراضًا تشبه أعراض الإنفلونزا.