بادر عدد من الفنانين الكويتيين بتسخير إبداعاتهم في خدمة المجتمع ونشر قيم الجمال في الشارع من خلال تزيين الأسطح العامة مثل المحولات الكهربائية والجسور وغيرها ضمن مشروع يرعاه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وفريق (مبادر) التطوعي.
ويهدف مشروع (الفن الثالث) الذي انطلق أمس السبت ويستمر لمدة أسبوعين، إلى تزيين منطقة المسايل السكنية الواقعة على بعد 20 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة الكويت، تمهيدًا لنقل التجربة إلى مناطق أخرى في المستقبل، وتوسيعها لتشمل مساحات أكبر ومنشآت مختلفة غير المحولات الكهربائية.
وقال محسن دشتي من فريق (مبادر)، إن البداية ستكون في منطقة المسايل لكن الفكرة سيتم نقلها لمناطق أخرى، مشيرًا إلى أنه تمّ تخصيص فنان لكل محول للكهرباء، حيث مساحة الجدار في كل محول لا تقل عن 200 متر مربع.
وقال دشتي لـ"رويترز"، إن المواد المستخدمة تمّ توفيرها من مبادرات شخصية وتبرع من شركات وجمعية المسايل التعاونية بالإضافة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأشاد دشتي بروح التعاون من أبناء المنطقة "لما تشوف الألوان وتشوف الناس من مختلف الفئات والأجناس والأعمار متعاونين على شيء جميل، هذا بروحه (وحده) يعطيك طاقة إيجابية".
وقال دشتي "الفن يعطيك حياة وإيحاء جميلا بأن الدنيا لسه بخير.. الفن من أهم العوامل الإيجابية في حياة الإنسان".
ويشمل المشروع أيضًا رسم لوحات فنية كبيرة من قبل متطوعين من مدرسي المواد الفنية بالمدارس بالمشاركة مع الأطفال الأقل من 14 عامًا، حيث سيتم التبرع بهذه اللوحات بعد الإنتهاء من رسمها للمؤسسات العامة في المنطقة كالمستشفى والجمعية التعاونية وغيرها.
ويتواكب هذا المشروع مع اقتراب احتفال الكويت بأعيادها الوطنية في 25 و26 شباط/ فبراير، كما يتواكب أيضًا مع مهرجان القرين الثقافي الذي افتتح الأحد الماضي ويستمر حتى 22 شباط/ فبراير.
وقال الفنان محمد الدابي، وهو منهمك بالرسم على سطح أحد محولات الكهرباء إن هذه هي أول مرّة يرسم فيها على جدارية، معتبرًا أنها "فرصة جميلة" أن يتاح له المجال ليرسم على الجداريات.
وأشاد الدابي بمنح الفنانين الحرية في اختيار اللوحات التي يرسمونها "وهو ما جعل المشروع ناجحًا"، مثمنًا ردود الفعل المشجعة التي يتلقاها من أهالي المنطقة.
وقال الدابي إن هذه الفرصة توصل بين الفنان والمجتمع، حيث يشعر الناس بالفن ويرونه "كشيء ملموس.. ونبي (نريد) أن نوري الديرة (نري البلد) أشياء جميلة أكثر".
وقالت الفنانة رزان الصراف إن مشاركتها في المبادرة تأتي لتحقيق الجمال للمجتمع مشيرة إلى أن لوحتها تدور حول فلسطين والمقاومة، وهي عبارة عن شجرة زيتون كبيرة.
وقالت إنها عاشت في الخارج لفترة طويلة، وعندما عادت للكويت، أرادت أن تكون فاعلة اجتماعيا ورأت هذه فرصة لتقديم شيء لخدمة المجتمع، مؤكدة أنها تلمس مساعدة كبيرة من الأصدقاء وأهل المنطقة والمتطوعين من كل أرجاء الكويت.
وقالت سالي كمال وهي فنانة تشكيلية متطوعة مشاركة في المشروع "إن الفن هو رسالة ينبغي أن تصل لكل الناس".