تحت عنوان "ما هي الرسائل التي تحملها زيارة قائد "فيلق القدس" إلى العراق؟"، نشر موقع سكاي نيوز خبرًا لفت فيه إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني،يُجري زيارة إلى العراق، بشكل سري، للقاء قادة الفصائل المسلحة، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تحول المهمة القتالية للولايات المتحدة، إلى المهام الاستشارية.
وتأتي زيارة إسماعيل قآاني عقب انتهاء الجولة الرابعة والأخيرة، من الحوار الاستراتيجي، وإعلان نتائجها، بعد المؤتمر الصحفي الذي عقد الاثنين، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، والكاظمي.
وقالت مصادر أمنية عراقية، إن "قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني وصل إلى محافظة النجف، صباح الثلاثاء، وعقد أولى الاجتماعات، بقادة المليشيات المسلحة، حيث حضر، كل من: قائد عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وقائد كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، وممثلين عن منظمة بدر، وسرايا الخراساني، وكتائب حزب الله".
وأضاف مصدر رفض الإفصاح عن اسمه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "ما تمخض عن الحوار، عدة أمور، أبرزها: وقف قصف المنشآت الأجنبية، وبعثات التحالف الدولي، والضغط على الحكومة والكتل السياسية، بهدف تشكيل لجنة تتابع مجريات الانسحاب الأميركي، وتنفيذ الاتفاق بين الكاظمي وبايدن، فضلا عن طلب تعهدات حكومية، بشأن تنفيذ النقاط الواردة في اتفاق الطرفين".
ولفت إلى أن "قآاني وصل مساء الثلاثاء، إلى العاصمة بغداد، وعقد جولة حوارات أخرى مع قادة فصائل مسلحة مثل رئيس هيئة أركان الحشد الشعبي أبو فدك المحمداوي، كما ناقش مسألة الانتخابات والحراك السياسي مع رئيس منظمة بدر هادي العامري، ومن المقرر أن يتجه عقب ذلك إلى دمشق".
وتعد هذه الزيارة السادسة على الأقل لقاآني إلى العراق، خلال العام الحالي، حيث كانت السابقة في الشهر الماضي، قبيل الاستعراض العسكري الذي أجراه الحشد الشعبي، بمناسبة تأسيسه، وأثار جدلا واسعا.
المليشيات ترفض الاتفاق
ويزور قآاني عادة العاصمة بغداد، بشكل غير رسمي، عبر الدخول إلى الأراضي العراقية، دون تأشيرة، كما هو الحال مع المسؤولين الآخرين، لكن مع وصول رئيس الحكومة الحالية، مصطفى الكاظمي، إلى منصبه، رفض ذلك، واضطر المسؤولون الإيرانيون إلى الدخول بشكل رسمي.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين، أن بلاده ستنهي بحلول نهاية العام "مهمتها القتالية" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري.
وأوضح بايدن في حضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال استقباله إياه في البيت الأبيض: "لن نكون مع نهاية العام في مهمة قتالية" في العراق، لكن "تعاوننا ضد الإرهاب سيتواصل حتى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها".
واجتمع بايدن والكاظمي في المكتب البيضاوي في أول مباحثات مباشرة بينهما في إطار حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق.
ورغم الترحيب السياسي في الداخل العراقي، بمخرجات الحوار الاستراتيجي، بين بغداد وواشنطن، إلا أن الفصائل المسلحة، عبرت عن رفضها المبدأي، لنتائج هذا الحوار، وعبرت في تصريحات لقادتها، عن استمرار العمليات العسكرية، إلا بعد التأكد من هذا الانسحاب.
وقبل إذاعة البيان النهائي بشأن تحول القوات القتالية إلى مهام التدريب والمشورة، وتسرب معلومات أولية عنه، عبرت فصائل مسلحة عراقية عن رفضها هذا المسار، واعتبرته خطة أميركية لكسب المزيد من الوقت، والبقاء لوقت أطول في البلاد.
وأعرب نصر الشمري نائب الأمين العام لـ"حركة النجباء"، أحد فصائل الحشد، في مقابلة تلفزيونية عن الرفض التام لـ"أي وجود للقوات الأميركية" في العراق.
وهدد الشمري بـ"استمرار استهداف القوات الأميركية في العراق حتى بعد تغيير المسمى".
ولم تتوان الفصائل الموالية لإيران في تكثيف ضغوطها على الكاظمي، فيما تواجه الحكومة أزمات تتزايد تعقيدا في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي.
وتنظر المليشيات إلى الاتفاق العراقي – الأميركي، بعين الريبة، وتتساءل عن طبيعة الوجود الأميركي، وعدد القوات الباقية، ومدى حاجة القوات العراقية إليها، فيما تقود خلية إعلامية تُعرف باسم "خلية الحرس الثوري"، حملة واسعة، لتأكيد جاهزية القوات العسكرية، وعدم الحاجة، إلى أي دعم غربي.
وفي حال انسحبت القوات الأميركية، فإن العراق غير قادر على حفظ أجوائه بسبب عدم امتلاك منظومات دفاعية، متطورة، وهو ما يجعل الحاجة ماسة إلى المساندة الأميركية في هذا المجال، فيما ترفض المجموعات المسلحة، ذلك، بهدف إمكانية تسيير طائرات مسيرة، بحرية تامة، والسيطرة على أجواء البلاد، بما فيها إقليم كردستان.
ولذلك وضع قاآني خلال اجتماعه في النجف، خطة واضحة، بشأن الملف الجوي، وتشكيل لجنة تتابع سير أعمال الانسحاب الأميركي.
وأثارت زيارة قاآني غضبا واسعا في الأوساط السياسية، خاصة السنية، حيث ندد سياسيون، بها، وتساءلوا عن أهدافها، وتوقيتها.
السياسي العراقي المرشح عن كتلة "تقدم" عن منطقة العامرية غربي العاصمة بغداد، والنائب السابق حيدر الملا، تساءل في تغريدة بموقع تويتر: "ماذا يعني وجود قائد الحرس الثوري في النجف، هل تسمح إيران لعبد الوهاب الساعدي (قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي) مثلا بالاجتماع بقيادات إيرانية ومناقشة ملف الانتخابات وتشكيل الحكومة لديهم؟".
وأضاف: "اتقوا الله بالعراق يا بعض سياسيي الصدفة، ولتدرك إيران العراق يضعف ولكن لن يموت"، مردفا أن "مصلحة إيران باحترام سيادة العراق لا بالتطاول عليها".
وبدوره، كتب الزعيم القبلي والسياسي السني عن محافظة الأنبار، غربي العراق، أحمد أبو ريشة، في تغريدة بموقع تويتر: "هل يستطيع قائد عسكري عراقي أن يزور إيران ويعقد اجتماعا مع قيادات الحرس الثوري ويناقش الملف الأمني الايراني ويتدخل لإخلاء مناطق من ساكنيها، أو الموافقة على إعادة نازحين من وإلى مناطق داخل إيران، وهل له الحق بأن يتدخل بتشكيل حكومة الرئيس الايراني المنتخب؟".
سكاي نيوز