ما أهمية المسجد الأقصى للمسلمين في رمضان؟

دعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، يوم 28 شباط/ فبراير الفلسطينيين لتنظيم مسيرة إلى المسجد الأقصى في القدس مع بداية شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، ممّا يزيد من المخاطر المحيطة بمفاوضات التوصل إلى هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.

ولطالما كان المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، وهو أحد أقدس المواقع في العالم بالنسبة للمسلمين والأكثر تقديسًا عند اليهود، نقطة إشتعال لأعمال عنف محتملة، خاصةً خلال الأعياد الدينية.

ومع احتدام الحرب في غزة، قالت إسرائيل إنها قد تضع قيودًا على الصلاة في ساحة المسجد الأقصى خلال شهر رمضان متذرعة بالضرورات الأمنية.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، إنه سيتم السماح لعدد من المصلين بدخول الساحة خلال الأسبوع الأول من رمضان يماثل ما كان عليه الحال في السنوات السابقة. ولم يعلن أي أرقام.

ويرفض كثير من الفلسطينيين أي قيود من هذا القبيل على وصولهم إلى الأقصى.

أين يقع المسجد الأقصى وما هو؟

يقع المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس القديمة على تلة معروفة لدى اليهود باسم جبل الهيكل، وعند المسلمين باسم "الحرم القدسي الشريف".

ويصف المسلمون الأقصى بأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويضم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، المعروف أيضًا باسم المصلى القبلي، والذي تمّ بناؤه في القرن الثامن الميلادي.

ويحد الأقصى الحائط الغربي، الذي يعتبره اليهود مكانًا مقدسًا للصلاة. ويعتقد اليهود أن الملك سليمان المذكور في الكتاب المقدس بنى أول معبد هناك قبل 3000 عام. وجرى هدم معبد ثانٍ على أيدي الرومان في عام 70 ميلادية.

وفرضت إسرائيل سيطرتها على الأقصى في حرب عام 1967 وضمته مع بقية القدس الشرقية وأجزاء مجاورة من الضفة الغربية في خطوة لم تلق اعترافًا دوليًا.

ويقوم الأردن، الذي تتولى أسرته الهاشمية الحاكمة الوصاية على المواقع الإسلامية والمسيحية، بتعيين أعضاء مؤسسة الوقف التي تشرف على الأقصى.

لماذا الأقصى نقطة اشتعال في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

كانت ساحة المسجد الأقصى منذ فترة طويلة نقطة اشتعال للعنف الدموي بسبب أمور تتعلق بالسيادة والدين في القدس.

وبموجب ترتيب "الوضع الراهن" الذي يحكم المنطقة منذ فترة طويلة، والذي تقول إسرائيل إنها تتمسك به، يمكن لغير المسلمين الزيارة ولكن يُسمح للمسلمين فقط بالصلاة في المسجد.

وقد أدّى زوار يهود الصلاة بشكل علني متزايد إلى حدٍّ ما في ساحة المسجد في تحد للقواعد، وأدّت القيود الإسرائيلية المفروضة على وصول المصلين المسلمين إلى المسجد لاحتجاجات واندلاع أعمال عنف.

وساهمت الإشتباكات في الأقصى عام 2021 في إشعال حرب استمرت 10 أيام مع غزة.

في عام 2000، قاد السياسي الإسرائيلي أرييل شارون، زعيم المعارضة آنذاك، مجموعة من النواب البرلمانيين الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى. واحتج الفلسطينيون، ووقعت اشتباكات عنيفة سرعان ما تحولت إلى ما يعرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية.


يقرأون الآن