لقد وجد أن الزنك مهم في الوقاية من التهابات الرئة لدى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، الذين انخفضت قدرة خلاياهم المناعية الطبيعية على مكافحة البكتيريا بسبب الطفرة الجينية التي تسبب المرض، يمكن أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى علاجات تعمل على إعادة تنشيط جهاز المناعة، مما يقلل من الالتهابات.
وحسبما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية PNAS، إن مرض التليف الكيسي كان قبل 25 عامًا بمثابة مؤشر على موت مبكر محتمل، وفي حين أن متوسط العمر المتوقع قد تحسن بشكل كبير منذ ذلك الحين، إلا أن الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي ما زالوا عرضة للمضاعفات الناتجة عن هذه الحالة.
تتسبب طفرة في جين منظم توصيل الغشاء للتليف الكيسي CFTR في تراكم مفرط للمخاط في الرئتين والتهاب مجرى الهواء غير المنظم، مما يجعل المصابين بهذه الحالة عرضة للإصابة بالعدوى المتكررة. لكن نجح باحثون من جامعة كوينزلاند في أستراليا، في اكتشاف طريقة محتملة لتقليل العدوى لدى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، والتي تعتمد على الزنك.
وقال بيتر سلاي، طبيب الجهاز التنفسي للأطفال والباحث المشارك في الدراسة: "يعاني الأشخاص المصابون بالتليف الكيسي من حالة التهاب شديدة في مجرى الهواء لديهم ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية، لكن العلاج المتكرر بالمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى عدوى مقاومة للمضادات الحيوية".
وأضاف دكتور سلاي أنه "يمكن للعلاجات الحالية استعادة العديد من جوانب وظيفة CFTR، لكنها لا تحل أو تمنع التهابات الرئة، لذلك فإن هناك حاجة لاستعادة وظائف المناعة".
ومن خلال دراسة كيفية تأثير طفرة CFTR على قدرة الخلايا المناعية، التي تسمى البلاعم على محاربة البكتيريا، توصل الباحثون إلى أنه في التليف الكيسي، لا تستطيع البلاعم الرئوية استخدام الزنك بشكل صحيح كعامل مضاد للبكتيريا.
وقال مات سويت، باحث مشارك في الدراسة: إن "إحدى الطرق، التي تدمر بها الخلايا البلعمية البكتيريا، هي تسميمها بمستويات سامة من المعادن مثل الزنك"، مشيرًا إلى أن "قناة CFTR الأيونية ضرورية لمسار الزنك، ولأنها لا تعمل بشكل صحيح لدى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، فهو ما يمكن أن يفسر جزئيًا سبب كونهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية".
بالإضافة إلى تحديد الخلل الوظيفي للزنك في الخلايا، اكتشف الباحثون أيضًا بروتين نقل الزنك، SLC30A1، الذي أعاد قدرة البلاعم على قتل البكتيريا في سياق طفرة CFTR، بمعنى أن العلاج بالزنك التكميلي كان كافيًا أيضًا لاستعادة قتل البكتيريا في بلاعم الرئة البشرية في المختبر.
وتشير النتائج إلى أن استعادة الاستجابة لسمية الزنك يمكن متابعتها كاستراتيجية علاجية لاستعادة وظيفة المناعة والدفاعات الفعالة لدى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، حيث أوضح الباحث سويت أن الهدف حاليًا هو "توصيل بروتين نقل الزنك إلى البلاعم لدى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي مع توقع أنه سيعيد تنشيط استجابتهم المناعية ويقلل العدوى".