أكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن دولة قطر تسعى بكل إمكانياتها لاستيعاب المدنيين مع وصول المزيد من الأشخاص من أفغانستان.
وأبرزت ان الدوحة تعمل على تقديم الحاجات الضرورية للقادمين كالغذاء والمساعدات الطبية والحاجات اللوجستية لتأمين إقامتهم قبل التحول الى البلدان التي ستستقبلهم، موضحة أن الدوحة تحاول استيعاب الوضع الإنساني وتخصص أحد مباني كأس العالم لاستقبال القادمين.
وقالت سعادتها في مداخلة لها مع قناة سكاي نيوز البريطاينة: "لم نتوقع هذا العدد من الرضع والأطفال والنساء الحوامل ونحاول التعامل مع الوضع". وأضافت "كان الجميع يتحدث عن جدول زمني قد يستمر لأسابيع أو شهور، ولكن بعد ذلك بين عشية وضحاها تفاجأ الجميع بأن ما حدث قد حدث وعلينا التعامل مع الموقف".
وأوضحت الخاطر إن قطر مستعدة لمواصلة التوسط في الأزمة الأفغانية طالما أن جميع الأطراف ترغب في ذلك، خاصة وأن عدد من الدول دعت الدوحة لمواصلة دورها في دفع المفاوضات لإيجاد حل للصراع الأفغاني، مبرزة أن دور قطر و هو محوري في المفاوضات. وقالت سعادتها لقد سهّلت قطر الإخلاء الآمن لأكثر من 40 ألفًا ولا تزال وسيطًا موثوقًا به في هذا النزاع.
دور قطري
وأبرز تقرير القناة البريطانية أن الدوحة تتوسط بالفعل بين طالبان والمسؤولين الحكوميين الأفغان بشأن ما سيحدث بعد ذلك مع استمرار المحادثات حول من سيتولى إدارة مطار كابول. وقال التقرير: لقد أثبتت قطر أيضًا أنها لاعب مهم في الأزمة الإنسانية. وقد خصصت أماكن الإقامة المبنية لاستضافة بطولة كأس العالم في إيواء المدنيين. وساهمت الدوحة في نقل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى بر الأمان. ومن الضروري أن تركز الجهود الدولية الآن أيضًا على الأشخاص الذين تخلفوا عن الركب. ومن الواضح أن قلة من البلدان، إن وجدت، كانت مستعدة لما يحدث و قادرة على تنفيذ مساعدة إغاثية كالتي قدمتها الدوحة.
وكتبت مراسلة قناة سكاي نيوز تصف أحد رحلات الإجلاء: على مدرج المطار في قاعدة العديد الجوية في قطر، تفتح طائرة C17 أبوابها لحياة جديدة. بحر من الوجوه في استقبالنا، البعض يبتسم بارتياح، والبعض الآخر يبدو محطما، وجميعهم تقريبا يبدون متعبين. يوجد الكثير من الأطفال والعديد من الرضع وبعضهم في الكراسي المتحركة. إنها رحلة مدتها ثلاث ساعات هنا من كابول ولكن قبل ذلك، نعلم أنه كانت هناك أيام من الكفاح. توقف أحد الأفغان يبلغ من العمر 16 عامًا ليخبرني أنه سعيد جدًا لوجودي هنا. إنها المرة الأولى له في طائرة.. يا لها من رحلة أولى.
و تابعت: طاقم الطائرة القطري يحمل طفلًا على كرسي متحرك على المنحدر. هناك فتحة أمل وسط الحزن.الجهد العسكري هو مهمة إنسانية ضخمة. لا يوجد حد أقصى لعدد الرحلات الجوية التي يرسلها القطريون، وعندما يصلون إلى كابول، لا يتضح أبدًا عدد الأشخاص الذين سيعيدونهم، إنه ببساطة أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
لكن بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا ينتظرون مغادرة الرحلة، فإن نافذة الإخلاء تغلق بسرعة. هناك الآلاف في المطار يأملون في المغادرة قبل الموعد النهائي، وبالنسبة لأي شخص ليس موجودًا بالفعل، فربما يكون الأوان قد فات.
أزمة إنسانية
قال رئيس برنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، لشبكة سكاي نيوز عن محنة الشعب الأفغاني: "إما سيموتون جوعاً أو يغادرون. إذا كنت تريد تكرار ما حدث في سوريا.. فتجاهل أفغانستان".لا يزال موظفو برنامج الغذاء العالمي يعملون في أفغانستان، لكن هناك تحذيرات من نفاد الأموال لإطعام الناس في أقرب وقت ممكن ربما في الشهر المقبل. وأضاف: "يمكن أن يكون لديك مجاعة غير مسبوقة في أفغانستان. إذا لم نتلق الأموال، إذا لم تكن هناك خطة للتعافي الاقتصادي عاجلاً أم آجلاً. و تابع "نحن نعلم بالفعل أنه من بين 40 مليون شخص، يسير 14 مليون منهم نحو المجاعة".
حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي "ديفيد بيزلي" من نفاد بعض مخزونات المساعدات الإنسانية لسكان أفغانستان، وأكد أن انعدام الاستقرار والجفاف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في ظل الحاجة الماسة إلى 200 مليون دولار للوصول إلى 14 مليون شخص حتى نهاية عام 2021.
وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة، في بيان أن المسؤول الأممي ناشد الجهات الدولية المانحة لزيادة التمويل لدعم ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على برنامج الأغذية العالمي للحصول على الغذاء، مشيراً إلى أن البرنامج يسعى لمساعدة تسعة ملايين شخص شهريا مع حلول شهر نوفمبر؛ ولكن، لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة، يجب تخزين مخزون الطعام مسبقا داخل البلد وعند نقاط الحدود الاستراتيجية قبل سقوط الثلوج.
وبحسب الوكالة الأممية، يعاني واحد من كل ثلاثة أفغان، 14 مليون شخص، من الجوع، فيما يعاني مليونا طفل من سوء التغذية ويحتاجون إلى العلاج بشكل عاجل، وإضافة إلى ذلك، نزح أكثر من نصف مليون شخص هذا العام، فضلا عن 2.9 مليون شخص نزحوا بالفعل داخل حدود أفغانستان.
كما أدى الجفاف الكبير، وهو الثاني خلال ثلاث سنوات، إلى تدمير المحاصيل وزيادة انعدام الأمن الغذائي مع فقدان أكثر من 40 في المائة من محاصيل البلد بسبب الجفاف هذا العام.
الشرق القطرية