عربي

شهادات من أطباء عن أوضاع الأطفال المأساوية في غزة

شهادات من أطباء عن أوضاع الأطفال المأساوية في غزة

أجرى الطبيب في قطاع غزة، آدم الحموي، عملية بتر لساق طفل عمره 14 عاما، ولم يلبث أن ينتهي حتى سمعت أذناه صافرات إنذار تشير إلى غارة جوية قريبة.

يعمل الحموي (53 عاما)، الجندي السابق في الجيش الأميركي، في مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، وتحدث ضمن أطباء أميركيين لصحيفة "واشنطن بوست" حول أوضاع الأطفال المأساوية في غزة، وطالبوا الولايات المتحدة بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل في ظل استمرار عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني.

أمضى الحموي أسبوعين في المستشفى الأوروبي، وشاهد مع طاقم يعمل في مهمة تطوعية ضمن الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية ومقرها فيرجينيا، تدفقا لا يتوقف من الأطفال الجرحى المصابين.

وأوضح للصحيفة الأميركية: "فكر في الإصابات التي تشاهدها في الحرب، وفي الدماء المنتشرة في كل مكان، والذخائر التي كان من المفترض أن تقتل الجنود والعسكريين وتدمر الدبابات والمخابئ، ثم فكر في أنها تمر عبر جسد طفل".

دعا طاقم المنظمة الأميركية الذي وصل غزة في مهمة تطوعية مدتها أسبوعين، إلى وقف إطلاق نار عاجل، وطالب الحكومة الأميركية "بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل واستخدام نفوذها لجعل إسرائيل تعيد فتح معبر رفح الحيوي".

"الأطفال في كل مكان"

أشار تقرير "واشنطن بوست" إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية هزت جدران المستشفى التي يعمل فيه الحموي وفريقه، وظهرت أصوات إحدى الغارات خلال حديث الطبيب مع الصحيفة، الخميس. كما نفدت الإمدادات الطبية وتدمرت منازل الأطباء والعاملين في المستشفى، ما تسبب في تراجع عددهم بشكل كبير، حيث يضطرون مثل بقية السكان إلى الإخلاء أو نقل عائلاتهم إلى مكان آمن.

وأوضح الحموي أن أحد طلاب الطب الذين يعملون بمستشفى غزة الأوروبي جاء بذخيرة لم تنفجر، وكان عليها عبارة: "صنع في الولايات المتحدة الأميركية، شركة لوكهيد مارتن".

قال الحموي: "هناك أطفال في كل مكان في غزة، ولذلك أي قصف يمكن أن يكون الأطفال من بين ضحاياه"، مشيرا إلى أن من بين المصابين في المستشفى فتاة عمرة عام واحد مصابة بحروق بنسبة 40 بالمئة من جسدها، فيما أصيب شقيقها (3 سنوات) بحروق في ذراعيه وساقيه وصدره، كما يتلقى شقيقان مصابان آخران العلاج من جروح أقل خطورة في مستشفى ميداني قريب.

كما روى الطبيب الأميركي أنه رأى "فتاة عمرها خمس أو ست سنوات فقدت ذراعها، وأخرى عمرها 4 سنوات دخلت غرفة الطوارئ ولم تنج".

عمل محمود صبحة، في مستشفى الأقصى وسط غزة ضمن مهمة طبية مدتها 10 أيام في أبريل الماضي. وقالت زوجته سامية مشتاق، لواشنطن بوست، إنه كان محطما نفسيا وبكى بعد إخلائه الجمعة.

وأوضحت أنها التقت به في القدس خارج المسجد الأقصى "وكان يبكي، ويقول: رأيت خان يونس وقد اختفت بالكامل. كل المباني مدمرة".

وأشارت الصحيفة أن العاملين الطبيين قبل عملية الإخلاء، الجمعة، اعترفوا بالخوف الذين شاركهم فيه نظرائهم في غزة، من أن المستشفى سيكون "هدفا" بعد مغادرة الأطباء الأجانب.

وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، الجمعة، أن بعض الأطباء الأميركيين الذين كانوا عالقين في غزة غادروا بأمان ووصلوا إلى بر الأمان بمساعدة السفارة الأميركية لدى إسرائيل.

وقال المتحدث: "لقد كنا على اتصال وثيق مع المجموعات التي ينتمي إليها هؤلاء الأطباء الأميركيون ومع عائلاتهم".

وبحسب المعلومات فإن 17 من أصل 20 طبيبا أميركيا غادروا غزة بنجاح بمساعدة السفارة الأميركية، ويقومون الآن باتخاذ الترتيبات اللازمة للسفر.



يقرأون الآن