قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، أوزغور أوزال، إنه يقوم بمحاولات لترتيب لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع إنه لا توجد أسباب تمنع إقامة علاقات دبلوماسية بين تركيا وسوريا.
وأضاف زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا في حوار مع الصحافي التركي، فاتح الطايلي، في مقابلة عبر قناته على يوتيوب: "نقوم من جانبنا بما يسمى بالدبلوماسية غير الرسمية مع سوريا. أفكر في الذهاب والاجتماع مع الأسد في الأيام القليلة المقبلة إذا تمكنا من ترتيب ذلك. الحديث لا يدور عن لقاء بعد فترة طويلة، بل عن إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع خلال هذا الصيف".
وتعليقاً على ذلك، أشار باحث في الشؤون التركية إلى أن "اللافت في هذين التصريحين خاصة تصريحات الرئيس التركي أنها تأتي بعد مطالبة شريك أردوغان في التحالف الحكومي، دولت بهتشلي، بضرورة التفاوض والتصالح مع الأسد والهدف بالطبع هو محاربة الإدارة الذاتية والجهود التي يبذلها حزب الشعب الجمهوري بشأن زيارة سوريا ولقاء الأسد".
وأضاف الباحث المتخصص في الشؤون التركية سركيس قصارجيان لـ "العربية.نت" أن "رغبة زعيم المعارضة التركية في زيارة سوريا تثير قلق أردوغان لاسيما أن المعارضة فازت في الانتخابات المحلية الأخيرة في مارس/آذار الماضي".
وتابع أن "طلب زعيم المعارضة بلقاء الأسد قديم وسابق، ففي السنوات الأخيرة تقدم كمال كيليتشدار أوغلو عندما كان يرأس حزب الشعب الجمهوري بطلب لزيارة الأسد، لكنه لم يتلق رداً".
وأردف قصارجيان أن "هذه التصريحات الأخيرة تعني بداية جديدة للمشهد الداخلي في تركيا خاصة مع الضغط المتزايد الذي يحدثه ملف اللاجئين السوريين على أردوغان وفريقه الحكومي لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة".
ورغم إعلان أوزال عن محاولات في لقاء الأسد خلال المقابلة المصورة، لكنه لم يوضح مدى إمكانية تحديد الإطار الزمني للتحضير لمثل هذا اللقاء الذي سيجمعه مع الرئيس السوري. ونوه زعيم المعارضة التركية لاحقاً أن "الاتصالات جارية من خلال الدبلوماسية غير العلنية لفهم ما إذا كان من الممكن فتح الباب المغلق" في العلاقات بين البلدين.
وبحسب المسؤول المعارض، فإن هذه الاتصالات "تسير بشكل جيد"، وإذا نجحت، فإنه سيجتمع مع الأسد خلال الشهر الجاري أو المقبل، مبدياً عن استعداده لمناقشة الوضع السوري وخيارات التسوية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان.
وأشار أوزال إلى أن إحدى القضايا الأساسية التي يريد مناقشتها مع الأسد هي مشكلة اللاجئين السوريين وعودتهم إلى وطنهم من تركيا.
ووفقا له، فإن "الإشارات الإيجابية تأتي من الأسد"، وإن حزب "الشعب الجمهوري" يريد محاولة إقامة حوار.
وجاءت تصريحات زعيم المعارضة بعد يوم من تصريحاتٍ للرئيس التركي التي لم يستبعد فيها عقد اجتماعٍ مع نظيره السوري بشار الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت العلاقات قد توترت بين سوريا وتركيا عقب اندلاع الاحتجاجات التي شهدتها سوريا في منتصف شهر مارس من العام 2011 قبل أن تتدخل أنقرة لاحقاً عسكرياً في الأزمة السورية.
وتضع دمشق شروطاً مسبقة لعودة العلاقات مع أنقرة، ومن أبرزها سحب القوات التركية من البلاد والتي تصف وجودها بـ"الاحتلال" وعدم التدخّل في شؤونها الداخلية ومحاربة "الإرهاب".
لكن أنقرة ترفض الشروط السورية لاسيما تلك المتعلقة بسحب قواتها، بذريعة وجود قواتٍ كردية على حدودها الجنوبية تشكل خطراً على أمنها القومي.