أثارت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السبت الماضي خلال تجمع انتخابي في باتلر بولاية بنسلفانيا، قلقاً كبيراً حول البروتوكولات الأمنية، إذ أطلق المهاجم توماس ماثيو كروكس ثماني طلقات من بندقية من طراز AR-15 من سطح مبنى قريب، مما أدى إلى جرح ترامب وعدد من الحاضرين.
تم تحييد المهاجم بسرعة من قبل عملاء الخدمة السرية، لكن الحادثة تسببت في فوضى وخوف كبير بين المشاركين في التجمع.
الحادثة سلطت الضوء على سلسلة من الثغرات الأمنية على رغم وجود إجراءات أمنية مكثفة، بما في ذلك فرق قناصة متعددة وفحص دقيق لموقع التجمع، لكن كروكس تمكن من تجاوز هذه الدفاعات.
تشير التقارير إلى أنه تمت رؤيته وتصويره من قبل أفراد الأمن قبل إطلاق النار، لكن لم يتم اعتراضه في الوقت المناسب، مما دفع إلى دعوات لإجراء تحقيق شامل وإعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية لحماية الشخصيات البارزة بصورة أفضل في البيئات السياسية المشحونة.
في أعقاب الحادثة، كانت هناك دعوات من الحزبين إلى زيادة الإجراءات الأمنية للمرشحين السياسيين، مما يعكس الاستقطاب السياسي المتنامي والحاجة الملحة للحد من العنف في الخطاب السياسي.
لو كانت محاولة اغتيال دونالد ترامب نجحت وأدت إلى مقتله، لكانت هناك عواقب خطرة عدة على الصعيدين السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة على النحو التالي.
-الاضطراب السياسي، مقتل ترامب كان سيحدث فراغاً قيادياً في الحزب الجمهوري، مما يستدعي إجراءات سريعة لتعيين بديل له كمرشح للرئاسة ويسفر ربما عن انقسامات وصراعات داخل الحزب في شأن من سيخلفه.
-الاستقطاب الاجتماعي، وفاة ترامب في حادثة اغتيال كانت ستزيد من حدة الاستقطاب السياسي والاجتماعي في البلاد، وأنصاره كانوا سينظرون إليه على أنه قتل كبطل، مما يزيد من تطرف المواقف ويشعل التوترات بين مختلف الفئات السياسية.
-الأمن الداخلي، ممن الممكن أن يؤدي اغتيال رئيس أو مرشح رئاسي إلى اضطرابات أمنية واسعة، بما في ذلك احتجاجات وأعمال عنف، إذ كانت السلطات ستواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على النظام والسيطرة على الوضع.
نظريات المؤامرة
-الانتخابات الرئاسية، مع اقتراب موعدها، فإن وفاة ترامب كانت ستعقّد العملية الانتخابية مما يستدعي تأجيل أو تعديل جداول الانتخابات لإعطاء الوقت الكافي للحزب الجمهوري كي يختار مرشحاً جديداً ويجهز حملته.
-التأثير الدولي، اغتيال ترامب كانت ستكون له تداعيات دولية، إذ يمكن أن ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها غير مستقرة سياسياً وأمنياً، مما يؤثر في علاقاتها الدولية وثقة حلفائها بها.
بالإجمال، كان مقتل ترامب نتيجة لمحاولة الاغتيال سيحدث فوضى كبيرة وعدم استقرار على مستويات عدة في المجتمعين الأميركي والدولي.
بعد محاولة اغتياله استغل دونالد ترامب الحادثة لتعزيز حملته الانتخابية بطرق عدة، من بينها:
-التعاطف والدعم، ترامب استخدم الحادثة لتعزيز صورته كضحية للهجمات السياسية، مما أثار تعاطف مؤيديه وحتى بعض المترددين، وأسهمت هذه الاستراتيجية في زيادة الدعم له وتعزيز ولاء قاعدته الانتخابية.
-إبراز التهديدات الأمنية، تحدث ترامب عن الحادثة كمثال على التهديدات الأمنية التي يواجهها، مما عزز من رسالته حول ضرورة فرض القانون والنظام، ليتردد صداها بين الناخبين الذين يشعرون بالقلق من القضايا الأمنية.
-الهجوم على المعارضة، ترامب استخدم الحادثة كفرصة لمهاجمة معارضيه السياسيين، متهماً إياهم بتأجيج الأجواء السياسية السامة التي قد تكون أسهمت في محاولة اغتياله. وهذا الهجوم ساعده في تصوير نفسه كمدافع عن الاستقرار في مواجهة الفوضى السياسية التي ينسبها إلى خصوم.
-توجيه النقاش العام، بفضل تغطية وسائل الإعلام الواسعة للحادثة، نجح ترامب في تحويل النقاش العام لمصلحته، مسلطاً الضوء على القضايا التي يرغب في التركيز عليها مثل الأمن والدعم الشعبي.
من خلال هذه الاستراتيجيات، تمكن ترامب من تحويل حادثة محاولة اغتياله إلى عنصر إيجابي لتعزيز حملته الانتخابية وتحقيق مكاسب سياسية.