فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية على قدم وساق لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة النطاق، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في إيران، والقيادي في "حزب الله" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إشارات أظهرت أن طهران تستعد لشن هجوم خلال الأيام القادمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنهم لاحظوا منذ عطلة نهاية الأسبوع أن إيران بدأت في تحريك منصات إطلاق الصواريخ وإجراء تدريبات عسكرية، وهو ما قد يشير إلى أن طهران تستعد لشن هجوم في الأيام المقبلة.
وتعمل إدارة بايدن على صد أي هجوم إيراني محتمل على إسرائيل، لكنها تواجه مجموعة من التحديات الجديدة في سعيها إلى تكرار النجاح الذي حققته في أبريل/نيسان عندما ساعد تحالف متعدد الجنسيات إسرائيل في اعتراض وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.
وأشارت إيران سلفاً إلى أنها تخطط للرد على إسرائيل لمقتل إسماعيل هنية في طهران، الأمر الذي يجعل مسؤولي إدارة بايدن يشعرون بالقلق من أن الهجوم الإيراني قد يكون مصحوبًا هذه المرة بضربات من حزب الله والميليشيات اللبنانية ووكلاء طهران الآخرين في محاولة لإرباك الدفاعات الإسرائيلية.
وتواجه الولايات المتحدة الآن مهمة الدفاع عن إسرائيل من هجوم إيراني آخر إذا فشل الردع، بينما تواصل أيضًا جهودها لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، حسب الصحيفة.
وإن احتمال اندلاع حرب قد يعرقل جهود الرئيس بايدن المتعثرة بالفعل لوقف إطلاق النار في غزة، والتي أصبحت محورية لدبلوماسيته في الشرق الأوسط وإرثه في السياسة الخارجية.
ويحث كبار المسؤولين الأميركيين طهران حتى اللحظة على عدم تصعيد الصراع خشية انزلاق المنطقة في "حرب شاملة".
"لحظة حرجة"
وخلال اجتماع لفريق الأمن القومي في البيت الأبيض لإطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على آخر التطورات في المنطقة، قال مسؤول أميركي مطلع إن فريق الأمن القومي أخبر بايدن وهارس أنه من غير الواضح متى يرجح أن تشن إيران وحزب الله هجوما على إسرائيل، وما هي تفاصيل الهجوم المحتمل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة حثت بعض الدول من خلال القنوات الدبلوماسية على إبلاغ إيران بأن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحتها، فيما وصفها وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنها "لحظة حرجة" بالنسبة للمنطقة.