أعلنت السلطات الصحية السورية، وفاة مريضين مصابين بداء الفطر الأسود في مدينة طرطوس الساحلية غربي البلاد، كانا يتلقيان العلاج في أحد المستشفيات.
ويأتي هذا الإعلان وسط تفشي داء الفطر الأسود في العديد من مناطق البلاد، وخاصة في العاصمة دمشق، حيث سجلت حالات عديدة فيها، وتمّ تخصيص مستشفى "المواساة" لاستقبال المصابين بهذا المرض.
وكشف مدير مستشفى "الباسل" في طرطوس إسكندر عمار، أن: "حالة الوفاة الأولى هي لمريض محوّل من مستشفى خاص ومعالج من كوفيد-19 راجع مستشفى الباسل بحالة سيئة، وإصابة بالفطر الأسود ممتدة للدماغ، كما كان فاقدا للوعي، وقد فارق الحياة متأثرا بالإصابة العصبية، أما الحالة الثانية فهي لمريضة جاءت بحالة سيئة، مع حماض سكري وقصور تنفسي شديد، وكانت الإصابة ممتدة من الجيب الفكي باتجاه العين، وتوفيت مباشرة".
والفطر الأسود، بحسب منظمة الصحة العالمية مرض نادر، لا يحدث من خلال انتقال العدوى من شخص إلى آخر، ولا يصيب سوى الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة.
وتحدث الإصابة نتيجة التعرض للفطريات الموجودة في البيئة المحيطة، عند استنشاق الميكروبات التي تنتقل بعد ذلك حتى تصيب الرئتين والجيوب الأنفية، وتنتشر حتى تصل إلى الدماغ أو العينين.
ويرجع خبراء صحيون سوريون، هذا الارتفاع في عدد الإصابات بالفطر الأسود، لموجة التفشي الواسعة لفيروس كورونا المستجد في البلاد على مدى الأسابيع الماضية، حيث يتم تسجيل مئات الحالات الجديدة يوميا.
وقال الطبيب السوري محمد أكرم، لـ"سكاي نيوز عربية": "من حيث المبدأ لا علاقة للأمر بفيروس كورونا المستجد، فالفطر الأسود مرض قديم موجود ومشخص منذ مئات السنين، وهو يصيب غالبا مرضى السكري الذين يعانون ارتفاعا كبيرا، فضلا عن ضعيفي المناعة، والصلة الوحيدة بين كوفيد -19 والفطر الأسود، هي أن المصابين بالفيروس نتيجة ضعف مناعتهم وتدهورها على وقع الإصابة، يغدون ضحية سهلة للإصابة بالفطر الأسود".
وأضاف: "الخطوة الأهم لكبح جماح الانتشار الواسع لكل من كوفيد- 19 والفطر الأسود، هو تطعيم أكبر قدر ممكن من المواطنين السوريين، مع توخي إجراءات الوقاية من الفيروس، كالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، مع مراعاة النظافة الشخصية وعدم تعاطي مثبطات المناعة دون إشراف طبي لمن تستدعي حالاتهم الصحية ذلك، لتفادي ارتفاع حالات الاصابة بالفطر الأسود والمرتبطة في غالبها بالإصابة بفيروس كورونا".
ورغم أن الحصيلة الرسمية السورية حول إصابات ووفيات كوفيد- 19، تشير للآن إلى أكثر من 42 ألف إصابة، مع نحو 2500 وفاة، لكن نظرا للظروف التي تعيشها البلاد، يشكك خبراء بدقة هذه الأرقام، وبأنها لا تعكس الانتشار الوبائي الكبير في البلاد.
وعلى إثر الإعلان عن وفيات بين المصابين بالفطر الأسود، تسود حال من القلق في الشارع السوري، خاصة في العاصمة دمشق، إذ اتخذ كثيرون من منصات شبكات التواصل الاجتماعي منبرا للتعبير عن اعتقادهم أن الحالات الحقيقية أكثر من تلك المعلنة.
ومما يزيد من قلق السوريين أن القطاع الصحي يعاني من تردي الخدمات، بفعل الحرب المندلعة في البلاد منذ عام 2011.
سكاي نيوز