تعيش مدينة طنجة في شمال المغرب يوميات متتالية لتفجر تفاصيل أكبر عملية نصب واحتيال، باسم العمل الخيري، والضحايا بالعشرات وفق المعطيات الأولية، ويتعلق الأمر بمواطنين مغاربة، وثقوا في شبكة تقترح حقائب مالية لاستثمار الأموال، في ظرف زمني وجيز، مع إعادة الأموال الأصلية مع الفوائد الربحية الموعودة.
وسجل مكتب النيابة العامة في مدينة طنجة، كبرى مدن شمال المغرب، على الأقل 1000 شكاية، ضد المتهمين، الذين اشتهروا بين ضحاياهم باسم "مجموعة الخير".
فعلى امتداد سنة على أقل تقدير، تشير مصادر مراسل "العربية.نت" و"الحدث.نت" في المغرب، إلى تداول واسع على تطبيقات التواصل الاجتماعي، عبر مجموعات لخبر مفرح، وفق تعبير من يقف وراء ترويجه، إمكانية استثمار مبالغ مالية؛ مع ضمانات استرجاع المال الأصلي مع فوائد، إضافة إلى المساهمة في فعل الخير ودعم الفقراء والمعوزين، تحت شعار: "دين ودنيا".
تشجع الضحايا للانضمام إلى مجموعات عبر تطبيقات التراسل الاجتماعي، وكل ضحية كان ملزما بإدخال ضحية آخر، وقتها كان الكل يستعمل مصطلح المستفيد، وعبارة تعميم الاستفادة.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن النصابين، أتقنوا السيناريو بطريقة محكمة، وجذبوا لهم آلاف الضحايا.
فمن بين العبارات التي أسقطت الضحايا تباعا، في مدينة طنجة، عاصمة شمال المغرب كما تلقب؛ "التسويق الهرمي" أو "التسويق الشبكي"، وساعدت الشبكات الاجتماعية في تسهيل ابتلاع الضحايا للطعم، لأن المعلومات متوافرة عن قصص نجاح يجري الترويج لها عالمياً في هذا المجال.
ووفق الحصيلة الأولية للتوقيفات، يتواجد 14 من المتهمين في قبضة السلطات الأمنية المغربية، ومن المعتقلين سيدة مغربية، يرجح أنها الرقم الأول أو الثاني في شبكة النصب الحاملة لاسم "مجموعة الخير".
وتشير توقعات مصادر مراسل "العربية.نت" و"الحدث.نت" في المغرب إلى أن شكايات أخرى ستصل قريبا إلى مكتب النيابة العامة أو الشرطة في مدينة طنجة، خصوصا بعد تنفيذ عشرات الضحايا لوقفات احتجاجية سلمية للمطالبة باسترجاع "تحويشة العمر" التي ضاعت بسبب "مجموعة الخير".
فقبل سقوط "مجموعة الخير" بين أيدي السلطات المغربية، كانت عناصرها تنشر بشكل كثيف محتويات مصورة بالفيديو، للتشجيع على التبرع المالي لأعمال الخير، وفق ما كانت تدعيه، وأيضا للاستثمار في حقائب مالية.
في البداية، اشتغلت نساء مغربيات، منذ 2022، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، خارج القانون، أي من دون التواجد في إطار أي جمعية غير حكومية خيرية، ولكن من بوابة ما يسمى في الثقافة المغربية عمليات "دارت" أي المساهمات المالية من مجموعة من النساء، بشكل دوري، وفي كل مرة تستفيد امرأة مساهمة.
ونجحت شبكة النصب في الوصول إلى ضحايا من المغاربة المقيمين في أوروبا، كما عمدت "مجموعة الخير" إلى تقديم تعويضات مالية للمستفيدين الأوائل، من باب تأكيد مصداقية وعودها، ولكن لاحقا سقط آلاف الضحايا من الذين تقدموا بمبالغ مالية، ولم يروا أي فوائد مالية.
وتشير المعطيات الأولية في هذه القضية إلى أن المتهمة الرئيسية اسمها كريمة، وتعيش في مدينة طنجة في شمال المغرب، وتتواجد في حالة اعتقال.
وارتبط اسم "مجموعة الخير"، برئيسة الشبكة كريمة، صاحبة روضة أطفال في مدينة طنجة.