هذا كلام سبق أن قلته مرارا، وأؤكده اليوم، رغم أن البعض منا، أى من الفلسطينيين، والعرب، والمصريين.. قد لا يتقبله بسهولة، أو قد يرفضه تماما، ولكن من حقى، بل من واجبى أن أقوله وأن أعبر عنه، مع احترامى الكامل لجميع الآراء المعارضة. التحدى الإسرائيلى لنا جميعا، هو فى تقديرى– أولا وقبل أى شىء – تحد حضارى، أى تحد علمى وتكنولوجى، قبل أن يكون تحديا عسكريا أو سياسيا.
أقول هذه الكلمات بعد الأنباء التى تناقلتها وكالات الأنباء الأجنبية أمس (الأربعاء 18/9) عن انفجار العديد من أجهزة الاتصال أو النداء اللاسلكية البيجرز- التى كانت أكثر شيوعا قبل ظهور أجهزة التليفون المحمول- والتى كانت تستخدم غالبا للتواصل او الاستدعاء فى حالات الطوارئ، فى المستشفيات، وأجهزة الأمن، والشركات.....إلخ.
فيحملها طبيب لإسعاف مثلا معه لاستدعائه فى حالات الحوادث التى تتطلب نجدة سريعة... وهكذا. غير أنه ظهر من الأحداث الأخيرة، أن رجال حزب الله فى لبنان كانوا يستعملون هذه الأجهزة على نطاق واسع للتواصل بينهم...، فكانت تلك الأجهزة هى التى استهدفتها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية مؤخرا! وما حدث يوحى بأن تلك المؤسسات استطاعت اختراق الموجة التى يستخدمها كوادر حزب الله على أجهزة البيجرز على نحو يزيد من الحمل عليها، الى الدرجة التى ترفع حرارتها وتسخينها إلى درجة الانفجار فى يد أو جيب حاملها، فتؤدى إلى إحداث إصابات خطيرة به، أو إلى وفاته.
غير أن هناك الكثير من الأسئلة والألغاز التى تثيرها تلك الأحداث مثل: هل تدخلت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) فى عملية شراء تلك الأجهزة التى تستورد من تايوان..؟ وباختصار... هذا مظهر جديد للتحدى الإسرائيلى، ليس السياسى والعسكرى..، وإنما هوقبل ذلك وبعده تحد علمى وتكنولوجى،.. على العرب..، وعلينا نحن المصريين، أن نعيه جيدا ونحسن الاستجابة له!